ذكر ابن عباد ومصيره إلى ارتداء الخزي بالارتداد
هذا الرجل (1) كانت له في الجزيرة نباهة، وعند رعيتها وجاهة، وما عرفت منه سفاهة ولا جربت عليه إلا مروءة ونزاهة، إلى أن برئ منه القرآن (2)، وانسلخ من آياته فأتبعه الشيطان (3)، وخرج إلى الروم مرتدا وادعى أن يرهب لهم حدا، ودعا للرحمن من الولد ما تكاد تخر له الجبال هدا (4)، وطلب منهم إمارة البلد، والتزم إسلامه إليهم في أقرب المدد.
فتلقوا بالقبول ردته وإرادته، وعاونوه على الشقاوة التي محقت سعادته، فطلب منهم للناس عهودا بالأمان، وكتبا بالإحسان، وصدر كل كتاب/ 34/ ببسملة، وأودعها ما يليق بكل شخص من مسألة، وخرج بها وقلبه على جرمه جريء، والله من عمله بريء، وجاء حيث جال بالتلابيس الإبليسية، ودعا الناس بالدعاية المسيحية، وأعدى القلوب مرضا فأزالها عن الهيئة الصحية، وأقبل بالكتب إلى تلك الكثب فانهالت وانهال عارض شره
Sayfa 114