وهنالك جاءه فارس أخبره أن جمع العدو فرق ففر، وذعر فابذعر
فلا أفلحت قيس ولا عز ناصر
لها بعد يوم المرج حين ابذعرت
(1)، فالتفت إلى قومه وقد ساءه انهزام الروم بغيرهم، وذمرهم على التباطؤ في سيرهم، فتبادروا لتنسب إليهم الهزيمة، وتكون لهم الغنيمة. وكانت هنالك عقبة عرض عليه الناس أن يقف على رأسها، ويبني أمر الحرب على أسها، فأبى إلا النزول للنزال، والهجوم على الليوث في الأغيال
أسد أضبط يمشي
بين طرفاء وغيل
(2)، واعتمد من سعد يومه ما كان حبلهم المبرم، وجيشهم العرمرم. ثم إنه استوقف العسكر، ونزل فلبس الدرع والمغفر، وتقلد الأبيض (3) واعتقل الأسمر، وركب بين الرجالة، ومعه صورة الجزالة، وظهرت للروم طلائع أصاب المسلمون فيهم فرصة، وحاصوا أمامهم فاقتطعوا منهم حصة.
وبرز صاحب طرطوشة وكان قد احتفل لهذه الغزوة، واستظهر بالعدة/ 28/ والقوة، وسرح بكل مارد (4) مازج، وسبح في بحر من الحديد مائج. ويزعم النصارى أنه كان قد أنذر قبل دخول الجزيرة بأنه يموت في وقعتها، ثم يكون استيلاؤهم على بقعتها، فحمل بجماعته، وشد بالعصاة من
فلا أفلحت قيس ولا عز ناصر
لها بعد يوم المرج حين ابذعرت
أسد أضبط يمشي
بين طرفاء وغيل
Sayfa 105