ولينتخب من أهل مصر ووجوههم وفرسانهم؛ فإنه أعرف بهم، وخله ورأيه فى الحرب؛ فإنى أوثق شىء بتجربته ونصيحته للمسلمين، وابعث من أهل الكوفة بعثا كثيفا، وابعث عليهم رجلا معروفا شريفا، ثم انهض بأهل المصرين واتبعوهم أى وجه توجهوا.
~~ففعل ذلك، فلما تراءى العسكران برامهرمز لم يلبث الناس إلا عشرا حتى أتاهم نعى بشر وتوفى بالبصرة (11) وفيها عزل عبد الملك بكير بن وشاح عن خراسان وولاها أمية بن عبد الله بن خالد بن اسيد، وكانت ولاية بكير سنتين .
~~وحج بالناس فى هذه السنة الحجاج بن يوسف الثقفى.
~~وتوفى في هذه السنة من الأعيان : رافع بن خديج بن رافع بن عدى بن زيد أبو عبد الله، وسعد بن مالك بن سنان بن عبيد الله بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج أبو سعيد الخدرى، وسلمة بن الأكوع واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير، وعمرو بن ميمون الأودى، ومحمد بن حاطب بن الحارث أبو القاسم الجمحي م دخلت سنة خمس وسبعين وفيها ولى عبد الملك الحجاج بن يوسف العراق دون خراسان وسجستان، فأرسل إليه عبد الملك بعهده على العراق وهو بالمدينة، وأمره بالمسير إلى العراق.
~~وفيها ثار الناس بالحجاج في البصرة؛ وذلك أنه خرج من الكوفة بعد أن قتل ابن ضابئ حتى قدم البصرة، فقام فيهم بخطبة مثل التى قام بها فى الكوفة ، وتوعدهم مثل وعيده أولئك، فأتى برجل من بنى يشكر، فقيل له : إن هذا عاص، قال : إن بى فتقا وقد رآه بشر، فعذرنى، وهذا عطانى مردود إلى بيت المال، فلم يقبل منه وقتله؛ ففزع لذلك أهل البصرة؛ فخرجوا حتى أدركوا العارض بقنطرة رامهرمز، وخرج الحجاج ونزل رستقباذ، وكان بينه وبين المهلب ثمانية عشر فرسخا، فقام فى الناس فقال : إن الزيادة التى زادكم ابن الزبير في أعطياتكم زيادة فاسق منافق ، ولست أجيزها ؛ فقام إليه عبد الله بن الجارود العدى فقال: إنها ليست بزيادة فاسق منافق، ولكنها زيادة أمير المؤمنين عبد الملك، قد ----
Sayfa 131