الجراح بن عبد الله، وعلى قضاء البصرة إياس بن معاوية بن قرة المزنى لم دخلت سنة مائة وفيها خرج شوذب الخارجى على عمر بن عبد العزيز بالعراق.
~~واسمه بسطام من بنى يشكر، وكان مخرجه بجوخى في ثمانين فارسا أكثرهم من ربيعة، فكتب عمر إلى عبد الحميد: ألا تحركهم إلا أن يسفكوا دما أو يفسدوا فى الأرض، فإن فعلوا فحل بينهم وبين ذلك، وانظر رجلا حازما، فوجفه إليهم، ووجه معه جندا، وأوصه بما أمرتك به؛ فعقد عبد الحميد لمحمد بن جرير بن عبد الله البجلى في الفين من أهل الكوفة، وأمره بما أمر به عمر، وكتب عمر إلى بسطام يدعوه ويسأله عن مخرجه، فقدم كتاب عمر عليه، وفيه : بسم الله الرحمن الرحيم، إنه بلغنى أنك خرجت غضبا لله - عز وجل - ولنبيه ، ولست بأولى بذلك منى، فهلم أناظرك، فإن كان الحق بايدينا دخلت فيما دخل فيه الناس ، وإن كان فى يدك نظرنا فى أمرك . فلم يحرك بسطام شيئا، وكتب إلى عمر : قد أنصفت، وقد بعثت إليك برجلين يناظرانك، فدخلا عليه فقالا : أخبرنا عن يزيد: لم تعده خليفة بعدك؟ قال : صيره غيرى ، قالا : أفرأيت لو وليت مالا لغيرك، ثم ركلته إلى غير مأمون عليه، اتراك كنت أديت الأمانة إلى من ايتمنك؟ فقال : أنظرانى ثلاثا، فخرجا من عنده، وخاف بنو مروان أن يخرج ما فى أيديهم من الأموال، وأن يخلع يزيد فدسوا إليه من سقاه سما، فلم يلبث بعد خروجهما إلا ثلاثا حتى مات رضى الله عنه218.
~~وفيها أغزى عمر الوليد بن هشام المعيطى ، وعمرو بن قيس الكندى من أهل حمص الصائفة .
~~وفيها حمل يزيد بن المهلب من العراق إلى عمر بن عبد العزيز؛ وسبب ذلك أن يزيد نزل واسطا، ثم ركب السفن يريد البصرة؛ فيعث عمر عدى بن أرطاة إلى البصرة، قأوثقه، ثم بعث به الى عمر، فدعا به عمر، وقد كان عمر يبغضه ويبغض بنيه، ويقول: جبابرة، وكان يزيد يبغض عمر، فلما وصل إلى عمر ساله عن الأموال التى كتب بها إلى سليمان، قال : إنما كتبت إليه لاسمع الناس ، ولم يكن سليمان لياخذنى بشيء سمعت به ، فقال له : ما أجد في أمرك إلا حبسك، فاتق الله وأد ما قبلك؛ فإنها حقوق المسلمين لا يسعنى تركها، فحبيه الى أن مرض عمر.
----
Sayfa 163