لإيغال فى ارضهم، وقتل مقاتلتهم .
~~ثم أردفه كتابا آخر : أما بعد، فمر من قبلك من المسلمين أن يحرثوا ويقيموا، فإنها دارهم حتى يفتحها الله . عز وجل. عليهم.
~~ثم أردفه كتابا آخر: أما بعد، فامض لما أمرت به، وإلا فخل ما وليت لاخيك اسحاق؛ فدعا الناس وقال : إن الذى رأيت وافقنى فيه أهل التجارب ورضوه رأيا، وكتبت بذلك إلى الحجاج، فجاءنى منه كتاب يعجزنى ويأمرنى يتعجيل الإيغال فى البلاد التى هلك فيها إخوانكم بالامس، وإنما أنا رجل منكم، أمضى إذا مضيتم وآبى إذا أبيتم؛ فثار ليه الناس وقالوا: لا، بل نأبى على عدو الله ولا نطيعه؛ فقام عامر بن واثلة الكنانى فقال : إن الحجاج لا يبالى بكم ، فإن ظفرتم أكل البلاد، وإن ظفر عدوكم كنتم الأعداء البغضاء؛ فاخلعوه وبايعوا للامير عبد الرحمن، وإنى أشهدكم أنى أول خالع ، وقام عبد المؤمن بن شبث بن ربعى فقال : إن أطعتم الحجاج جعل هذه البلاد بلادكم؛ فبايعوا اميركم وانصرفوا إلى عدو الله الحجاج فانفوه عن بلادكم ، فوثب الناس إلى عبد الرحمن قبايعوه، فقال : تبايعوننى على خلع الحجاج، والنصرة لى، وجهاده معى حتى ينفيه الله من أرض العراق، فبايعه الناس ، ولم يذكر خلع عبد الملك .
~~وأمر عبد الرحمن الأمراء، وبعث إلى رتبيل فصالحه على أنه إن ظهر فلا خراج عليه بدا، وإن هزم وأراده ألجأه عنده، وبعث الحجاج إليه الخيل، وجعل ابن الأشعث على مقدمته عطية بن عمرو العنبرى ، فجعل لا يلقى للحجاج خيلا إلا هزمها، ثم أقبل عبد الرحمن حتى مر بكرمان، فبعث عليها خرشة بن عمرو التميمى، فلما دخل الناس فارس اجتمع بعضهم إلى بعض فقالوا: إنا إذا خلعنا الحجاج عامل عبد الملك، فقد خلعنا عبد الملك، فاجتمعوا إلى عبد الرحمن وبايعوه، فكان يقول لهم : تبايعوننى على كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه محمد، وخلع أئمة الضلالة، وجهاد المحلين، فإذا قالوا: نعم، بايع.
~~فلما بلغ الحجاج أنه قد خلعه، كتب إلى عبد الملك يخبره ويسأله تعجيل بعثه الجنود له، وجاء حتى نزل البصرة، وكان قد بلغ المهلب شقاق عبد الرحمن؛ فكتب إليه : أما بعد، فانك قد وضعت رجلك يابن أم محمد فى غرز طويل، فالله اللها انظر لنفسك لا تهلكها، ودماء المسلمين لا تسفكها، والجماعة فلا تفرقها، والبيعة فلا تنكثها.
~~ولما وصل كتاب الحجاج إلى عبد الملك هاله، فنزل عن سريره، وبعث إلى خالد بن يزيد بن معاوية فأقرأه الكتاب ، ثم خرج إلى الناس فقال : إن أهل العراق طال عليهم ----
Sayfa 144