Dünya Arap Tiyatrosu Tarihi: 19. Yüzyıl
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Türler
ويستمر الناقد د. إبراهيم عبده ساردا أقواله - من خلال مذكرات صنوع - فيقول: «ويؤرخ لنا أبو نظارة فيما يرويه عن فرقته سيرة المسرح المصري الأولى، وهي سيرة لا يعرفها المصريون، ومن حسن طالع هذا التاريخ أن صاحبه عني بتفاصيله وأتاح لنا أن نقف على كثير من أخباره المستخفية، والتي لم يذكرها مؤرخ من المؤرخين، وهو يحدثنا عن الفرقة التمثيلية العربية الأولى حديثا شائقا فيذكر أن الممثلين الشبان ... كانوا يرتعدون خوفا قبل رفع الستار فرأى زعيمهم - أبو نظارة - أن يشجعهم، فوقف على خشبة المسرح وحوله الممثلون وتحدث إلى النظارة ليعطيهم فكرة عن الفن المسرحي ... ويقص أبو نظارة مدارج النصر التي نالها في عمله، فيذكر أن مسرحه ظل يعمل سنتين عرض فيهما على خشبته اثنتين وثلاثين تمثيلية من تأليفه ...» ثم يقول: «وبعد مضي أربعة أشهر على تأسيس مسرحي، دعاني الخديوي إسماعيل وفرقتي لأمثل على مسرحه الخاص في القصر، وقد مثلت ثلاث روايات وهي: آنسة على الموضة، وغندور مصر، والضرتان ... وبعد أن شاهد الملهاة الأولى والثانية استدعاني وقال لي أمام وزرائه ورجال حاشيته: «أنت مولييرنا وسيخلد اسمك.» بيد أنه عندما شاهد التمثيلية الثالثة الضرتان وكانت تعلن عن مساوئ تعدد الزوجات، وأنه سبب التصدع الذي يحدث في الأسرات بل سبب الجرائم التي تغشاها، تحول سروره إلى غضب ... وبعد أكثر من مائتي عرض لمسرحيات صنوع طلب منه إسماعيل أن يمثل ثلاث قطع في حفلة ساهرة كبرى، وقد نال إعجاب الحاضرين وعلى رأسهم الخديو ... غير أن كبار الجالية الإنجليزية ... مضوا بالدس عند الأمير حتى أقنعوه ... بأن التمثيليات التي يقدمها أبو نظارة تتضمن تلميحات وإيماءات خفية ضد سياسته وسياسة حكومته، وفيها خطر عاجل على نظام الحكم ومقدرات البلاد، فأمر إسماعيل بإغلاق المسرح.»
77
ولنا على هذا الجزء أربع ملاحظات؛ الأولى: تتعلق بقول صنوع بأنه قبل عرضه المسرحي الأول ألقى على الجمهور خطبة، ليعطيهم فكرة عن الفن المسرحي. وهذا القول غريب حقا؛ لأن الجمهور في مصر في ذلك الوقت لا يحتاج إلى هذه الخطبة، لأنه يعرف الفن المسرحي، لوجود دار الأوبرا ومسرح الكوميدي الفرنسي. بل إن الطهطاوي كتب - في عام 1831 - عن المسرح كما شاهده في فرنسا في كتابه «تخليص الإبريز في تلخيص باريز». هذا بالإضافة إلى أن أول من خطب من العرب في الجمهور قبل أول عروضه المسرحية، هو مارون النقاش، وخطبته هذه نشرت عام 1869 في كتاب «أرزة لبنان»،
78
أي قبل بداية صنوع المسرحية.
أما الملاحظة الثانية، فتتعلق بتمثيل صنوع وفرقته المسرحية أكثر من مرة أمام الخديو والوزراء ورجال البلاط والجاليات الأجنبية، لدرجة أن الخديو منحه لقب «موليير مصر». وهذه المعلومة مشكوك في صحتها، ولم تقل بها أية صحيفة في ذلك الوقت. والدليل على ذلك أن الصحف كانت تتبع أخبار جميع الحفلات التي يحضرها الخديو عموما، فما بالنا بعرض مسرحي - لأول فرقة مسرحية عربية - يقام في قصر الخديو نفسه وبحضوره شخصيا مع كبار القوم! فهل حدث مثل هذا تتغافل عنه الصحف في هذه الفترة، وتكتب بتفصيل شديد عن حفل راقص أقيم في قصر الخديو عام 1870؟!
79
والملاحظة الثالثة تتعلق بخبر إغلاق الخديو لمسرح صنوع. وهذا الإغلاق - تبعا لأقوال صنوع - كان في عام 1872. فإذا كانت جميع الصحف لم تنشر إشارة واحدة عن بداية صنوع المسرحية، أو استمرار نشاطه المسرحي من 1870 حتى عام 1872، فعلى أقل تقدير تنشر خبر إغلاق هذا المسرح، خصوصا وأنه أغلق بأمر الخديو. وكما هو معروف أن جريدة «الوقائع المصرية» كانت تنشر كل ما يتعلق بأوامر وتعليمات وتوجيهات الخديو، فلماذا لم نجد خبر إغلاق هذا المسرح في هذه الجريدة أو في أية جريدة أخرى؟!
أما الملاحظة الرابعة، فتأتي من خلال شكوك الناقد د . إبراهيم عبده حول مذكرات صنوع، عندما قال: «ويؤرخ لنا أبو نظارة فيما يرويه عن فرقته سيرة المسرح المصري الأولى، وهي سيرة لا يعرفها المصريون، ومن حسن طالع هذا التاريخ أن صاحبه عني بتفاصيله وأتاح لنا أن نقف على كثير من أخباره المستخفية، والتي لم يذكرها مؤرخ من المؤرخين.»
80
Bilinmeyen sayfa