Dünya Arap Tiyatrosu Tarihi: 19. Yüzyıl
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Türler
لقد تحدثنا فيما سبق عن مسرح الجمهورية والفنون، الذي بني في الأزبكية أيام الحملة الفرنسية، وعرفنا أنه هدم أثناء ثورة القاهرة، ولم نسمع عنه بعد ذلك. وعندما جاء الخديو إسماعيل وأراد إعادة بناء الأزبكية بصورة حضارية - كما مر بنا - فكر في إعادة بناء مسرح حديقة الأزبكية ضمن المنشآت الترفيهية التي تحدثنا عنها، وعهد بذلك إلى المهندس فرانس، الذي بنى الأبيودروم والسيرك. فاختار هذا المهندس نفس مكان مسرح الجمهورية والفنون. ومن المؤكد أن هذا المسرح كان قائما في ذلك الوقت على هيئة أنقاض - أو أطلال - تدل على مكانه، فأراد الخديو إحياءه من جديد.
والدليل على ذلك وثيقة محفوظة بدار الوثائق القومية، تحمل أمرا من الخديو إسماعيل في 6 / 5 / 1869، بتنفيذ هذا المشروع، وتنص على: «أمر كريم منطوقه هذه المقايسة الفرنساوي تتعلق بالأشغال المقتضى إجراها بمحل التياترو القديم بالأزبكية بمعرفة فرانس بك بمبلغ تسعة وخمسين ألف فرنك وخمسمائة خمسة وخمسين فرنك، وبما أن المصاريف التي تتعلق بهذه العملية عايد سدادها في المالية فلأجل هذا يلزم حصرها بحساب مخصوص بالخاصة بمفردها وبانتهاها وإتمامها يتقدم لطرفنا مجموع عنها ليصدر أمرنا إلى المالية بقبول المصاريف وسدادهما، إنما المقصود عدم تجاوز تلك المصاريف عن الذي تقدر بالمقايسة المذكورة وأما في وجهة المبالغ اللازم صرفها الآن في الخاصة لإجراء هذه العملية سنخطركم عن الجهة التي تأخذوها منها وأصدرنا أمرنا لكم للمعلومية والإجراء بموجبه (في الجيزة).»
50
وهذا الخبر يؤكد أن مسرح حديقة الأزبكية بدئ البناء فيه في مايو 1869، وفي نفس مكان مسرح الجمهورية والفنون - أيام الحملة الفرنسية - والدليل على ذلك وجود عبارة «محل التياترو القديم بالأزبكية» في الوثيقة السابقة.
51
وعلى الرغم من أن بناء مسرح حديقة الأزبكية بدأ مع بناء الأبيودروم والسيرك، إلا أن الأخيرين افتتحا قبله كما مر بنا. ولعل السبب في ذلك راجع إلى أن الكوميدي الفرنسي قد تم افتتاحه قبله، ثم تم افتتاح الأوبرا الخديوية بعد ذلك بقليل، وهما مسرحان للتمثيل؛ مما جعل القائمين على الأمر يؤجلون إتمام بناء مسرح الحديقة إلى ما بعد ذلك، وبالأخص في 1 / 5 / 1873، وهو تاريخ افتتاح مسرح حديقة الأزبكية تحت إدارة أنريكو سانتيني كما تؤكد الوثائق.
52
وهذه الوثائق تؤكد أيضا أن هذا المسرح كان نشاطه محدودا - بالمقارنة بينه وبين نشاط مسرحي الكوميدي والأوبرا - منذ افتتاحه حتى عام 1880. ولكن بعد ذلك عانى من مصاعب كثيرة أوردها مديره سانتيني في عدة مذكرات لنظارة الأشغال العمومية، ومنها إلى مجلس النظار، تلك المذكرات المحفوظة بدار الوثائق القومية، ولأهميتها نلخصها فيما يلي:
في عام 1881 قام سانتيني ببناء عدة لوجات في مسرح الحديقة، الذي كان قاصرا على المقاعد الأرضية فقط، ولكن أعمال البناء تأخرت؛ مما فوت عليه فرصة الانتفاع بموسم هذا العام. وفي عام 1882 لم ينتفع سانتيني أيضا بموسمه بسبب الثورة العرابية، لدرجة أنه كان متعاقدا مع فرقة مسرحية أوروبية للتمثيل في المسرح في موسم هذا العام، ولكنها أمام الثورة عادت إلى بلادها على نفقته، فتكبد سانتيني خسائر جسيمة؛ لذلك تقدم بمذكرة لنظارة الأشغال في 29 / 10 / 1882 طلب فيها إعفاءه من أجرة المسرح المقررة عليه. وفي 21 / 2 / 1883 تقدم بمذكرة أيضا لإعفائه من أجرة التياترو أسوة بمحلات وأكشاك ومنشآت حديقة الأزبكية، طبقا لقرار مجلس النظار الذي أعفى هذه المنشآت من دفع الأجرة المقررة عليهم بسبب الثورة العرابية في الفترة من 11 / 6 / 1882 إلى 30 / 9 / 1882، ولكن قرار مجلس النظار طبق على جميع المنشآت عدا مسرح الحديقة. وفي عام 1884 تم إغلاق المسرح بسبب وباء الكوليرا في مصر. وبسبب هذه المذكرات كلها، رفع ناظر الأشغال العمومية مذكرة في 2 / 2 / 1884 إلى مجلس النظار طلب فيها إعفاء سانتيني من دفع أجرة المسرح عن المدة من 1 / 6 / 1882 إلى 31 / 5 / 1883.
53
Bilinmeyen sayfa