وبازاركد.
وكانت هذه القبائل خاضعة لملوك من سلالة رجل اسمه أخيمينيس، وهو قائدهم أثناء الغارة، وقد انتزع فرع من هذه العائلة بلاد انشان من العيلاميين وجعلها إمارة، كان أسيادها تيسبس وكورش الأول، وكمبيز الأول يعترفون بسيادة الماديين مدة تقارب قرنا من الزمان. (2) كورش وهو كيكسرى (558-529) وفتوح بلاد ماداي (549) وليديا (546)
فلما جاء كورش الثاني (كيكسرى) ابن كمبيز (شكل
20-1 ) نهض بالفرس من وهدة الخمول والانحطاط، وجعل لهم السيادة والسيطرة على آسيا، وقد تناقل القوم رواية تقضي بأنه من سلالة كياكسار، وأنه حفيد استياج (كيكاوس) من ابنته مندان، وذلك أن استياج رأى أحلاما أزعجته؛ إذ أنبأته بشوكة الغلام في مستقبل الأيام، وأن قدره سيعلو على جميع الأنام فأراد أن يقتله عند ولادته فوكل بهذا الأمر أحد سادات بلاده واسمه أريج
Harpage
غير أن هذا الرجل اقتصر على ترك الغلام كورش في الغابات فجاءت كلبة (على قول البعض) وزوجة أحد رعاة الملك (على قول الآخرين) وغذته وربته حتى كبر وترعرع، ولكن ذلك لم يرد في التاريخ الحقيقي، فإن مبلغ ما جاء فيه أن كورش ملك انشان حارب الماديين، فوقعت فتنة في جنود استياج وسلموا أميرهم هذا إلى الملك الجديد (549) فكان في ذلك انتقال الملك من عائلة لعائلة من غير أن يكون في الحقيقة فتحا أجنبيا، فحلت الدولة الفارسية محل الدولة المادية من غير أن يحدث اضطراب أو انقلاب.
شكل 20-1:
الملك كورش وهو مصور في رسم بارز في مرغآب.
ثم امتدت الدولة الفارسية بسرعة، فإن كورش ابتدأ بمقاتلة الليديين وكان أميرهم كيريسوس بن اليات يحكم عليهم منذ سنة 562. وقد افتتح هذا الرجل أفسس وأزمير، وساد على جميع الأمم المتوطنة غربي نهر هاليس (قزيل إيرماق) وصار له في العالم كله صيت عظيم يضرب به المثل إلى يومنا هذا من حيث الغنى والكرم
2
Bilinmeyen sayfa