ELéphantine
أي جزيرة الفيل لأن قدماء المصريين كانوا يسمونها «آب» أي الفيل وكانت سوقا لمبيع سن الفيل، وكانوا يعتقدون أن النيل ينزل من السماء ويتولد في وسط صخور الجنادل والشلالات الكائنة بين هذه الجزيرة وبين جزيرة أخرى تعرف عند اليونان والإفرنج باسم جزيرة فيلة
وذكرت في كتب العرب المعتبرة باسم جزيرة بلاق، وبها الهيكل المشهور المعروف بقصر أنس الوجود. فتنبه للفرق بين الجزيرتين واحتفظ على اسميهما عند العرب.
هو القسم المتمم للعشرين من أقسام الصعيد في الزمن القديم، وهذا هو اسمه اليوناني وقاعدته خينتسو؛ أي إهناس المدينة (بمديرية بني سويف)؛ ولذلك تسمى هذه العائلات بالإهناسية. وقد اصطلح المؤلف في الغالب على وضع أسماء الأشخاص والأماكن بحسب المتعارف في اللغة اليونانية، فتنبه!
الباب الرابع
طيبة والرمسيسيين (1) ذكر العائلة الثانية عشرة والثالثة عشرة وحدوث المملكة المصرية الكبرى
لما تقلد أمراء الجنوب زمام الأحكام وقبضوا على مقاليد الإدارة، ساروا بمصر في وجهة جديدة، واختطوا لها طريقا لم تكن سارت فيه من ذي قبل، فبقدر ما كان سلفاؤهم المنفيون يجنحون إلى السلم كان هؤلاء الملوك ميالين للقتال مولعين بافتتاح البلدان. ففي أوائل حكمهم؛ أي في الدولة الوسطى كانوا لا يكادون يشنون الغارة إلا على بلاد إتيوبيا وذلك لأن موقع عاصمتهم ومقر حكومتهم هو الذي قضى عليهم بانتهاج هذا المنهج فإنهم لقربهم من تخوم النوبة أكثر من سلفائهم كانوا أشد منهم شعورا بالحاجة إلى الاستيلاء على الأقاليم التي يرويها النيل الأعلى، ولكن لم يكتفوا مثل بيبي الأول ببعض غزوات كانت نتيجتها وقتية، بل شرعوا في افتتاح البلاد، واحتلالها بكيفية دائمة مستمرة.
وقد اتسعت مصر في أيام العائلة الثانية عشرة (التي حكمت من سنة 3200 إلى سنة 3000ق.م) فإنها أبعدت بحدودها إلى ما وراء الشلال الثاني، فإن ملوك هذه العائلة المعروفين باسم أمنحعت، وباسم أوسرتسن قد أسسوا بين أسوان ووادي حلفا مستعمرات مصرية عززوها بقلاع وحصون، كان لها السيطرة والأمر على ملاحة النهر. وأما العائلة الثالثة عشرة فقد تقدمت بالتدريج في فتوحها إلى ما وراء الشلال الرابع، وما زالت آثار ملوكها تشاهد إلى يومنا هذا في جهات متفرقة قبلي وادي حلفا فإنهم استولوا على تلك البقاع استيلاء تاما. أما السكان فمنهم من تبدد شملهم، ومنهم من قضى عليه ناموس النسخ والحلول، فتمثلوا بالفاتحين وتشبهوا بهم، فتلاشت لغتهم وكتاباتهم وأخلاقهم وديانتهم وحلت محلها لغة الطيبيين وكتابتهم وأخلاقهم وديانتهم، ثم قسم المصريون البلاد ورتبوها على الأسلوب المتبع في ترتيب الكور (الأقسام) التي بشمالي أسوان.
وبهذا تم للعائلتين الأوليين الطيبيتين توسيع دائرة مصر، فبعد أن كانت تنتهي عند الشلال الأول صارت مملكة كبيرة بعيدة الأطراف؛ بما ضموه إلى جنوبها من أقاليم أفريقية، فإن استمرارهم على القتال مع قبائل قليلة عاجزة عن المقاومة ما كان يحوجهم إلى كبير قوة؛ فلم يكونوا يخشون من هذه الحروب أن تجر وراءها الفقر في القطر المصري أو الضعف في سكانه. وقد نالت مصر على يد الدولة الوسطى من الرفاهية والهدو ما استمر فيها نحو خمسة قرون على الأقل.
وكانت طيبة واقعة على منتصف المسافة الطويلة التي بين الشلال الرابع وبين البحر الأبيض المتوسط؛ ولهذا كانت هي التي يصح بل يتعين أن تكون عاصمة للملكة المصرية المستحدثة، وما كان لها أن تخشى من الأقسام النوبية انشقاقا عليها أو خروجا عن طاعتها، فإنها كانت حديثة عهد بالتأسيس بحيث لا تتعلق آمالها بالاستقلال عنها. أما مدائن الدلتا فما كان يتسنى لها أن تنسى مجدها القديم وعزها الفائت، بل قد اغتنمت إحداها وهي مدينة اكسويس
Bilinmeyen sayfa