وَدَفنه بِبَيْت الْمُقَدّس بعد الطوفان، وَقل: صلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة وحفروا لَهُ بجبل أبي قبيس ثمَّ حمله نوح ثمَّ إِلَى مَكَانَهُ بِالْجَبَلِ، وَقيل: قبر آدم فِي مَشَارِق الفردوس. قَالَ الْمرْجَانِي فِي " بهجة النُّفُوس ": وَالظَّاهِر أَن قبر آدم بِالشَّام يَعْنِي دمشق لِأَنَّهَا كَانَت أرضه وَبهَا مَقْبرَة الفراديس، وَقيل: دَفَنته الْمَلَائِكَة بِمَسْجِد الْخيف حَكَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي " درياق الْقُلُوب "، وآدَم الْآن فِي سَمَاء الدُّنْيَا، وَلَا يُسمى أحد خَليفَة الله تَعَالَى بعد آدم ﵇ وانقرض نسل آدم بالطوفان إِلَّا نسل شِيث. قَالَ الطوسي: وَبَلغنِي أَن من كتب للمطلقة آدم وحواء وضعت. انْتهى. وَالله أعلم. وَقدم علينا حاجًّا سنة عشر وَثَمَانمِائَة رجل شرِيف دلوالي وَذكر لنا أَنه رَحل بِلَاد سرنديب وَأَن أَهلهَا كفار، وَأَنه صعد جبل سرنديب وَكَانَ صُعُوده فِيهِ من طُلُوع الْفجْر وَوصل أَعْلَاهُ غرُوب الشَّمْس، قَالَ: وَفَوق جبل سرنديب جبل آخر على هَيْئَة المنارة وقدرها بل أَعلَى مِنْهَا، يصعد إِلَى أَعلَى هَذَا الْجَبَل بسلاسل من حَدِيد يضع الْإِنْسَان فِيهَا رجله وَيتَعَلَّق ثمَّ هَكَذَا إِلَى أَن يصعد إِلَى أَعْلَاهُ، وَأَنه لَا يُمكن الصعُود عَلَيْهِ إِلَّا على هَذِه الصّفة، قَالَ: وَفَوق هَذَا الْجَبَل أَيْضا جبل آخر صَغِير فِيهِ أثر قدم آدم ﵇ غائصًا فِي الصَّخْرَة على سمت الْقبْلَة بِحَيْثُ إِن الْقَائِم عَلَيْهِ يسْتَقْبل الْقبْلَة وَله خمس أَصَابِع، وَذكر أَنه قَاس طول قدمه وَعرضه وَطول إبهامه بمنديل كَانَ مَعَه وَعلم ذَلِك عَلَامَات، فَرَأَيْت هَذَا المنديل مَعَه فقست طول قدمه من رَأس الْإِبْهَام إِلَى آخرهَا ثَلَاثَة أَذْرع وثلثي ذِرَاع وَطول الْإِبْهَام إِلَى الْمفصل شبر وَعرض الْقدَم ثَلَاثَة أشبار وَأَرْبع أَصَابِع كل ذَلِك بِذِرَاع الْحَدِيد، وَذكر أَنه لم ير إِلَّا قدمًا وَاحِدًا وَأَن تَحت قدمه غديرًا فِي صَخْرَة ممتلئ بهَا مَاء أحلى من الْعَسَل، وَله عينان تجريان إِحْدَاهمَا عَن يَمِين الْقدَم وَالْأُخْرَى عَن يسَاره ينصبان إِلَى أَسْفَل الْجَبَل وَإِلَى الْبَحْر، ومسيل مَاء الْعَينَيْنِ يشم
1 / 46