ثم سور المسجد بحائط يبلغ ارتفاعه دون القامة وجعل له أبوابا في محاذاة المسالك التي كانت تؤدي اليه وذلك سنة 17 ولم يذكر المؤرخون مساحة التوسعة التي زادها ابن الخطاب ويظن الشيخ حسين باسلامة أنها لا تزيد عن محاذاة المقامات الأربعة واتخذ للمسجد مصابيح جعلها فوق حائط المسجد وكسى الكعبة بالقباطي (1) ولما فتح عمر المدائن بعث بهلالين علقهما في الكعبة.
وعنى عمر بشئون الحج فكان يشرف على أعماله طول سني حياته ولم يفته حضوره إلا في العام الذي توفي فيه وقد أناب عنه عبد الرحمن بن عوف.
وجاء عهد عثمان فظهرت الحاجة من جديد الى توسعة المسجد الحرام فاشترى دورا وهدمها لتوسعة المسجد (2) ثم اتخذ له رواقا مسقوفا وهو أول رواق أظل المسلمين وكسى الكعبة بالقباطي كما فعل ابن الخطاب قبله ، وعنى بتجديد أنصاب الحرم في الحدود التي تفصل الحل من الحرم ، وفي عهده حول الميناء من الشعيبة الى جدة فقد كانت الشعيبة ساحل مكة في عهد الجاهلية وصدر الإسلام الى أن تحول الميناء في عهده إلى جدة وذلك ان أهل مكة كلموه في أن يحول الساحل من الشعيبة إلى جدة لقرب الأخيرة من مكة فخرج عثمان ورأى موضعها وأمر بتحويل الساحل اليها (3).
وثابر عثمان على الحج في سني خلافته إلا في السنة الأولى منها فقد أناب عنه عبد الرحمن بن عوف كما حج بالناس في آخر سني عهده عبد الله بن العباس.
ولم يجد علي بن أبي طالب فرصة للعناية بشؤون مكة في عهد خلافته فقد كان مشغولا بحروبه الطويلة طيلة عهد خلافته كما مر بنا في الفصل السابق.
Sayfa 101