326

وباستيلائه عاد الاستقرار الى مكة ونال العلماء حظوتهم في مجلسه الذي كان مثابة لرجال الفضل والعلم (1).

ثم ما لبث ان استدعاه السلطان جقمق الى مصر فوصل الى القاهرة في مستهل رمضان من السنة نفسها 851 فخرج السلطان للقائه الى الرميلة وبالغ في اكرامه واخذ منه العلماء بالقاهرة وازدحموا عليه لعلو سنده وقد أجاز كثيرا منهم ويذكر الغازي نقلا عن العلامة السخاوي هذه الرحلة فيقول ان القاهرة ارتجت لاستقبال بركات وخركت العذارى من خدورهن لرؤيته وكان يوما مشهودا .. الى أن قال : وكنت ممن لقيته أنا والقلقشندي والبقاعي والسنباطي وسمعنا عليه باجازته من الزين العراقي والهيثمي عشرة احاديث وسمع معنا القاضي أبو بركات بن ظهيرة (2)

وقد ظل بركات في مصر بضعة أشهر ثم غادرها الى مكة فوصلها في جمادي الاول 852 ودخلها محرما بالعمرة فطاف وسعى بالليل ثم خرج الى الزاهر وبات به ولما اصبح دخل مكة في موكب رسمي حافل (3) واستمر بركات في ولايته الى سنة 859 ثم مرض واشتدت العلة به فنقل الى وادي مر فظل به الى ان توفي في شعبان عام 859 وقد حمل على اعناق الرجال الى مكة وغسل وصلى عليه وطيف به حول الكعبة سبعا على عادة أشراف مكة ودفن بالمعلاة وبني عليه قبة (4) وقد رثاه الشعراء وأطالوا في رثائه وذكره الامام السيوطي في كتابه «نظم

Sayfa 348