İktisadi İlkelerin ve Avrupa Sistemlerinin Tarihi Üzerine Dersler
محاضرات في تاريخ المبادئ الاقتصادية والنظامات الأوروبية
Türler
وقد ظهرت آثار مبادئ سميث في حياته؛ فإن اللورد نورث رئيس وزراء إنكلترا في عهده انتفع بآرائه، ولما كان في حاجة إلى أموال وضع ضرائب على منازل السكنى وغيرهما، مما أشار به سميث، ثم إن سميث أثر في بيت الوزير الإنكليزي الشهير، فعقد أول معاهدة تجارية بين فرنسا وإنكلترا وغايتها حرية التجارة.
وهذا ختام القول على آدم سميث
الاقتصاديون المرتابون أو البسيميست
سبق الكلام في الدروس السالفة على الفيزوقراطيين وعلى آدم سميث، وهم جميعا من الاقتصاديين المستبشرين أو الأوبتسيتت، أي الذين لا يرون من الأشياء إلا الجانب الحسن؛ ولذا رأيناهم ينشرون مبدأ الحرية الاقتصادية، ويزعمون وجود نظام للأشياء يؤدي بالإنسانية إلى السعادة المطلقة، وقد اتفق آدم سميث والفيزوقراطيون في هذه النقطة، وإن كان اختلف معهم في نقط أخرى.
وسنتكلم اليوم عن الاقتصاديين المرتابين الذين حاولوا نقض المبادئ المتقدمة، وزعموا أن لا قوانين ولا نظامات ترمي إلى سعادة البشر، وأن حظنا موكول إلينا، وخرج بالاقتصاد عن السبيل الذي سلكه المتقدمون حتى أصبح العلم الاقتصادي يسمى بالعلم المريع، أو العلم المخيف
dismal science ، وقد أطلق عليه هذا الاسم المؤرخ كارليل الإنكليزي لما رآه من انقياض المبادئ الجديدة، التي قال بها عالمان من أهل وطنه.
على أنه ليس في تسمية العلماء بالمرتابين من حرج عليهم أو ملام أو خطر من أقدارهم إنما هذا لتمييزهم عن المستبشرين، بل سترون أيها الإخوة أن مبادئ المرتابين كانت أقرب إلى الحقيقة من مبادئ سابقيهم.
لكل مدرسة اقتصادية أو مبادئ اقتصادية علماء يمثلونها؛ لأنم يكونون أشهر أو أقدر من قال به. كذلك أشهر وأقدر المرتابين عالمان إنكليزيان الأول اسمه مالتوس والآخر اسمه ريكاردو. وكان كلاهما محبا للإنسانية ساعيا جهده في العمل لخيرها، وليس لدى أعدائهم حجة تثبت على هذين العالمين الجليلين ضد ذلك. وإن كثيرا من النظريات التي قالوا بها جديرة بالانتقاد الشديد، وقد ظهر بالخبرة أن المرتابين قد قاموا بأعمال جليلة للإنسانية، طالما كانوا غير شاعرين بما بدا للمنتقدين من ارتيابهم؛ لأنهم مع إخلاصهم عملوا على حد قول الشاعر:
وحسن ظنك بالأيام معجزة
فظن شرا وكن منها على حذر
Bilinmeyen sayfa