İslam Tarihi: Çok Kısa Bir Giriş

İnas Mağribi d. 1450 AH
20

İslam Tarihi: Çok Kısa Bir Giriş

التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا

Türler

شكل 3-2: المسلمون في مسجد نيوجيه (بكين، الصين).

2

شكل 3-3: مسجد الحسن الثاني (الدار البيضاء، المغرب).

3

لا غرو أن أكبر مسجد في العالم هو المسجد الحرام الذي بني حول الكعبة في مكة التي يتوافد إليها ملايين الحجاج كل عام. وعلى نحو غير متوقع إلى حد ما، يقال إن ثاني أكبر المساجد هو مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء بالمغرب. المسجد الذي تم بناؤه على مدار سبع سنوات (1986-1993) على يد أكثر من 6000 شخص (عادة ما كانوا يعملون ليل نهار) يتسع لعدد 25000 شخص، وبه أطول مئذنة في العالم (نحو 213 مترا). إنه مبنى مذهل بكل المقاييس؛ حيث الأرضية الزجاجية (المبنية جزئيا فوق سطح الماء)، والسقف المنزلق الأوتوماتيكي، وأشعة الليزر التي تشير إلى مكة أثناء الصلوات الليلية، والأرضيات الرخامية الدافئة، والأبواب الكهربائية، والأسقف المزينة بالرسوم والنقوش، وأعمدة الجرانيت الأبيض، والثريات الزجاجية المستوردة من إيطاليا. ما لا يقل إثارة للدهشة عما سبق حقيقة أن الشعب المغربي (حتى الفقراء منه) تحملوا بالكامل تكلفة بناء هذا المسجد التي بلغت 800 مليون دولار.

من منظور الشريعة الإسلامية، ليست المساجد ضرورية بالأساس؛ فكل ما يحتاجه المسلم لأداء الصلوات هو سبيل للوضوء، وسطح نظيف للسجود، ودراية بموقع مكة. لذا كثيرا ما يرى زوار العالم الإسلامي مجموعات كبيرة من الرجال يؤدون الصلاة في شوارع المدن ظهر يوم الجمعة. لم تبنى المساجد من الأساس إذن؟ ولم ينفق عليها 800 مليون دولار؟ قدم الفقهاء منذ زمن عددا من الإجابات عن السؤال الأول مؤكدين على التأثير الزائد للصلاة الجماعية والأهمية الخاصة للأماكن المقدسة (مثل مكة والمدينة؛ تماما مثلما يصلي اليهود عند «حائط المبكى» مع أنهم - مثل المسلمين - يؤمنون بوجود الله في كل مكان). أما الإجابة عن السؤال الثاني فأكثر تعقيدا. من الواضح أن المسجد يتعدى كونه قاعة للصلاة؛ فقد لعبت المساجد دورين آخرين لهما أهمية تاريخية كبرى على مر القرون؛ الأول أنها رمز للانتصار والقوة موجه للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء، والثاني أنها أداة عملية لتداول الأفكار داخل الأمة.

على مر القرون، عندما كان يفتح المسلمون أرضا، كانت لهم حرية بناء المساجد أينما شاءوا. والواقع أنه بقدر ما كانت الشريعة الإسلامية تحمي الكنائس والمعابد التابعة لغير المسلمين (ما دامت لا تطغى على دور العبادة الإسلامية)، فإن الأماكن الوحيدة المحظورة على المسلمين في هذا السياق هي دور العبادة القائمة بالفعل. على الرغم من ذلك، يزخر العالم الإسلامي - بدءا من القرن السابع وحتى القرن الحادي والعشرين - بمساجد كانت في وقت من الأوقات كنائس ومعابد. فقد بني المسجد الأقصى وقبة الصخرة المجاورة له فوق جبل الهيكل في القدس، والمسجد الأموي في دمشق كان فيما سبق كنيسة يوحنا المعمدان (وقبلها كان معبدا رومانيا)، وكنيسة آيا صوفيا تحولت على يد السلطان محمد الثاني إلى مسجد آيا صوفيا بإسطنبول (واستكمالا للقصة، فقد حول المسجد مرة أخرى إلى متحف عام 1935). وتوجد مئات الأمثلة على هذه العملية، وكذلك حالات عديدة حدث فيها التحول ولكن في الاتجاه الآخر؛ فأثناء الحملات الصليبية، حولت المساجد (التي كان العديد منها كنائس في الأساس) إلى دور عبادة مسيحية، ولم تعد مساجد مرة أخرى إلا عندما طرد الفرنجة من الأرض المقدسة عام 1291. بالمثل، بني جامع قرطبة في القرن العاشر في مكان كان معبدا ثم كنيسة حتى عاد في الثلاثينيات من القرن الثالث عشر كنيسة (وظل هكذا حتى اليوم).

وهكذا كان بناء المساجد وسيلة فعالة لنقل رسالة مفادها تفوق الإسلام على الأديان الأخرى. فالقضاء على الحضور الأبرز لثقافة منافسة في إحدى المدن يعطي إشارة واضحة بأن ميزان القوى قد انتقل بعيدا عن الموروث الأقدم، ويعيد الحسابات لصالح الإسلام. يريد معظم الناس أن يكونوا على الجانب الفائز من التاريخ، وعادة ما كان فتح الأراضي يتبع بتحول السكان المحليين إلى الإسلام على نطاق واسع. ويمكن أن تكون رسالة الانتصار التي يحملها المسجد موجهة أيضا إلى المسلمين أنفسهم، وثمة أمثلة عديدة لمساجد فريدة من الناحية المعمارية كان الهدف من تشييدها ترك انطباع محدد لدى المسلمين المحليين. لذا من المرجح أن يكون مسلمو العراق الذين شهدوا تشييد مسجد سامراء ومئذنته في القرن التاسع قد ربطوا شكل المبنى - المكون من الطوب اللبن الرافدي على شكل زقورة بابلية قديمة - بموروثات قديمة من الشرق الأدنى عن ملوك مفوضين من السماء يمكنهم الصعود إليها للحديث مباشرة مع الآلهة.

منذ العصور الأولى، استخدم الحكام المسلمون المساجد لنقل رسائل سياسية مهمة إلى المجتمعات الإسلامية البعيدة. فممثل الخليفة في المدينة كان يستحوذ على انتباه المجتمع حينما يحتشد الناس في الجامع أيام الجمعة وغيرها من الاحتفالات الدينية، وفي مثل هذه الظروف كان بإمكانه أن يذيع الرسائل الرسمية على نحو موثوق به. بالمثل، كانت الجماعات المحلية تتعهد بالولاء لخليفتها في الصلوات الأسبوعية عن طريق ذكر اسمه في الخطبة. كانت أسهل طريقة للتمرد على السلطات عدم ذكر اسم الحاكم في الخطبة أو - الأسوأ من ذلك - محاولة ذكر اسم أحد المنافسين. في عالم اليوم، تخلى في الأغلب القادة السياسيون المسلمون الذين يسعون إلى الوصول إلى أكبر جمهور ممكن عن هذه الوسيلة من وسائل التواصل مع رعاياهم ، ولجئوا بدلا من ذلك إلى وسائل الإعلام الحديثة. وبدلا من انتهاء دور المساجد، آل دورها كمدخل يستخدمه الإسلاميون للوصول إلى المؤمنين، ويتكون جمهور الإسلاميين المعتاد في الأغلب من رواد المساجد على أية حال، وهم يستفيدون أيما استفادة من حرمة المساجد. فما من سياسي - مهما بلغت درجة استبداده - يود أن يظهر بمظهر من يغير على المساجد، وحتى الرسائل المعارضة للمؤسسة الحاكمة يمكن نقلها داخل جدران المساجد مع التمتع بالحصانة.

شكل 3-4: المئذنة الملوية بالمسجد الكبير في سامراء (العراق).

Bilinmeyen sayfa