Dünya Ekonomi Tarihi: Çok Kısa Bir Giriş
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Türler
قبيل حلول الثورة الصناعية، كانت تغيرات واسعة النطاق قد طرأت. كانت إنجلترا أكثر الدول التي شهدت تحولات كبيرة؛ إذ انخفضت نسبة السكان العاملين في القطاع الزراعي إلى 45٪، وباتت إنجلترا أسرع دول أوروبا تحولا إلى الحضرية؛ إذ نمى عدد سكان لندن من 50 ألف نسمة في عام 1500 إلى 200 ألف نسمة في عام 1600، ثم إلى 500 ألف نسمة في عام 1700، ثم أخيرا إلى مليون نسمة في عام 1800. وبلغت نسبة السكان «الريفيين غير الزراعيين» 32٪ من إجمالي عدد السكان في عام 1750، وكان معظم هؤلاء السكان يعملون في ممارسة الأنشطة التصنيعية، وكانت منتجاتهم تصدر عبر أوروبا، وفي بعض الأحيان حول العالم. وكان الحرفيون في ويتني وأكسفوردشاير - على سبيل المثال - يبيعون الأغطية إلى شركة خليج هدسون التي كانت تقايضها مقابل الفراء مع سكان كندا الأصليين. تطور اقتصاد الدول المنخفضة بنمط مشابه، بل وقد كانت هولندا أكثر حضرية من إنجلترا، كما كان لديها أيضا صناعات ريفية ضخمة موجهة إلى التصدير.
في المقابل، لم تشهد باقي دول أوروبا تحولات كبرى. شهدت الدول القارية الكبرى انخفاضا طفيفا في حصتها من السكان العاملين في قطاع الزراعة، وزيادة مماثلة في السكان العاملين بالصناعات الريفية، مع إحراز القليل من التقدم على المستوى الحضري. بدت إسبانيا وإيطاليا ساكنتين بلا تغيير في توزيع سكانهما.
لم يحالف الحظ إسبانيا بصورة خاصة؛ ففي القرن السادس عشر، بدت إسبانيا أكثر الدول الاستعمارية نجاحا؛ حيث تدفقت عليها الفضة من أمريكا اللاتينية، ولكن أدت واردات الفضة إلى حدوث تضخم أكبر في إسبانيا من أي دولة أخرى؛ ونتيجة لذلك، خرجت الزراعة والصناعة الإسبانية من المنافسة. يخفي ثبات النسب السكانية للمناطق الحضرية في إسبانيا تغيرات هائلة؛ إذ انخفض تعداد سكان المدن الصناعية القديمة انخفاضا هائلا، فيما تضخم عدد سكان مدريد بسبب عمليات النهب التي جرت لثروات المستعمرات الأمريكية. لقد دفعت العولمة بدول شمال غرب أوروبا إلى الأمام، لكنها كبحت جماح دول جنوبي أوروبا في المؤخرة.
كان للنجاح في الاقتصاد العالمي آثارا هائلة على التطور الاقتصادي، منها:
أولا: أدى النمو الحضري والتصنيع في المناطق الريفية إلى زيادة الطلب على الأيدي العاملة، وأدى إلى خلق سوق عمالة محدودة وارتفاع الأجور. كانت مستويات المعيشة مرتفعة في لندن وأمستردام (الشكل
1-3 ).
ثانيا: أدى نمو المدن وارتفاع الأجور في الاقتصادات المزدهرة إلى زيادة الطلب على الزراعة للحصول على الغذاء والأيدي العاملة؛ مما تمخض عنه ثورات زراعية في إنجلترا وهولندا؛ فارتفع إنتاج كل مزارع بنسبة تصل إلى حوالي 50٪ في كلتا الدولتين، ووصل إلى أعلى المستويات في أوروبا.
ثالثا: أدى نمو الطلب في المناطق الحضرية إلى حدوث ثورات في توفير الطاقة في إنجلترا وهولندا. في العصور الوسطى، كان الفحم النباتي وخشب الأشجار مصادر الطاقة الرئيسية في المدن، ومع نمو المدن زادت أسعار الأخشاب زيادة هائلة، وجرى تطوير بدائل للوقود. في هولندا كان البديل هو الخث، فيما كان الفحم هو البديل في إنجلترا. كان الفحم يستخرج من دورام ونورثمبرلاند ثم يشحن عبر الساحل إلى لندن. كانت إنجلترا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك صناعة هائلة لاستخراج الفحم في القرن الثامن عشر، وهو ما مكنها من الحصول على أرخص مصادر الطاقة في العالم، كما يشير الشكل
2-2 .
شكل 2-2: أسعار الطاقة.
Bilinmeyen sayfa