Mısır'da Ulusal Hareketin Tarihi: Tarih Boyunca Arap Fetihine Kadar
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Türler
وحسنا فعل مانيتون؛ لأن تحرير البلاد من الهكسوس حادث تاريخي هام يحق أن يكون بداية لأسرة جديدة، بل لعصر جديد.
وفي الحق أن الأسرات الأولى للدولة الحديثة تمثل مصر الكبرى، وقد بلغت البلاد في عهدها أرفع درجات الحضارة والمتعة. (أ) حروب قومية دفاعية
ولا غرو فإن غزو الهكسوس قد استثار في نفوس المصريين الشعور القومي والتعلق بالحرية، وحفزهم وملوكهم إلى الجهاد في سبيل الذود عن الاستقلال، وتم لهم ما أرادوا.
ثم إنهم فطنوا إلى أن تأمين الاستقلال لمصر لا يكون بتحصين حدودها فحسب، بل لا بد لها من بسط نفوذها على البلاد المجاورة التي جاء منها الغزو الأجنبي.
ولقد كان «أحمس» أول من طبق هذه السياسة الحكيمة، فإنه بعد أن حرر البلاد من الهكسوس تعقبهم في جنوب فلسطين وحاربهم وحاصرهم في شاروهين حتى استسلمت.
ولكنه لم يقض عليهم القضاء التام، فإن ملك الهكسوس قد فر منها قبل أن تستسلم، وظل وقومه يدبرون المكايد في فلسطين وفينيقية «لبنان» وسورية.
فكانت سياسة مصر في الدولة الحديثة أن تحارب بقايا الهكسوس في تلك البلاد.
ولم تكن في سياستها معتدية أو باغية، ولم تكن هذه الحرب هجومية هدفها الفتح والغزو والاستعمار، بل كانت حربا دفاعية اقتضاها الدفاع عن النفس وتأمين حرية مصر واستقلالها.
قال «ستانلي كوك» تأييدا لهذه الفكرة: «قد قاومت شاروهين الحصار ثلاث سنوات قبل أن تسقط، وهذا دليل على أن حملة أحمس لم تكن مجرد غارة كالتي شنها سنوسرت انظر [الفصل الرابع: ثورة الشعب على الهكسوس وإجلاؤهم عن مصر سنة 1570 قبل الميلاد]، بل كانت تستهدف غرضا خطيرا وتقصد محاربة عدو لم يزل قويا، أضف إلى هذا أننا نعود فنجد جيوشه تحارب ظافرة في شمال فلسطين وفي بلاد فينيقية، وأكبر الظن أن الغرض من هذه الحروب، فيما يرجح، لم يكن هو التوسع الإمبراطوري بل كان يقصد منها تأمين مملكة مصر وتوطيدها بعد تحريرها، فلم تكن حروب أحمس في سورية سوى تكملة لحرب التحرير.»
1
Bilinmeyen sayfa