Mısır'da Ulusal Hareketin Tarihi: Tarih Boyunca Arap Fetihine Kadar
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Türler
ويعرف هذا العصر عند الأثريين بعصر «الآداب» لأنها بلغت فيه أعظم شأوه، فالشعر والنثر بلغا الذروة من حيث المتانة والجودة، وارتقى فن الحفر والعمارة بدرجة تسترعي النظر، وفاقت المصنوعات الفنية مثيلاتها في العصور الغابرة.
وزادت خيرات البلاد كثيرا لعناية الحكومة بشئون ضبط النيل وإقامتها مشروعات الري في الفيوم، واستصلاحها أقاليم شاسعة من الأراضي الزراعية، مما عاد على البلاد بالخير العميم.
وكانت مصر في عهدها أقوى دولة في الشرق الأدنى. (2-1) أمنمحات الأول
كانت أمه من أصل نوبي، وكان ملكا عادلا خيرا، حكيما حازما، أعاد الأمن والنظام والطمأنينة إلى البلاد ونظم أمورها الداخلية، وتحبب إلى الشعب بأعماله العمرانية، فاهتم بإقليم الفيوم لتنظيم الري والاستفادة من بحيرة موريس (بحيرة قارون)، وإن كان الفضل في تنفيذ مشروعات الري في الفيوم يرجع إلى أمنمحات الثالث.
وبذل همته في استغلال المناجم والمحاجر، وتسهيل وسائل التجارة، ووضع حد لغارات البدو على الحدود الشرقية والحدود الغربية.
وبنى سلسلة من التحصينات في كلتيهما، ونقل عاصمة البلاد إلى مقربة من منف، ووجه عنايته إلى بلاد النوبة وعمل على ضمها إلى مصر، وأخضع حكام الأقاليم وأخذهم بالحزم والحكمة فأبقى منهم أكثرهم ولاء له واتباعا لأوامره، فتمكن بهذه السياسة الرشيدة من جعلهم معاونين له ومساعدين، ولما تقدمت به السن أشرك معه في إدارة شئون الدولة ابنه «سنوسرت»، وظل يحكم البلاد نحو ثلاثين عاما.
قال الدكتور أحمد بدوي في صدد سيرته: «ولما تقدمت السن بالرجل، وكان قد أمضى على عرش البلاد قرابة عشرين عاما، بدأ يحس بحاجته الملحة إلى معين، فأشرك معه في إدارة البلاد بكر أولاده الأمير سنوسرت (سنوسرت الأول فيما بعد) وأسند إليه إمارة الجيش، واستطاع بذلك أن يؤمن سلطان القصر وأن يصل ماضيه بحاضره، ثم وفق في استئناف جهاده في سبيل تطهير البلاد وإضعاف شوكة الحكام من أمراء الأقاليم الذين كانوا يبذلون غاية الجهد في الدفاع عن استقلال أقاليمهم والمحافظة على سلطانهم، والواقع أن تلك الخطوة قد أعانت الرجل على التدخل في شئون أولئك الأمراء كلما وجد إلى ذلك سبيلا، وكان من نتيجة ذلك كله أن آل إلى القصر حق تولية الموظفين الذين يديرون شئون الأقاليم وحق عزلهم، ولم يكن ذلك قبل أيامه من حق الملوك، وبذلك استطاع أمنمحات أن يسترد ما كان للقصر من سلطان مفقود، ولم يكتف أمنمحات بتلك الخطوة في سبيل تأييد العرش وتنظيم شئون الحكم، وإنما جعل على رأس الإدارة وزيرا شد به أزره، وأشركه في أمره، كي يسهل عليه تسيير الأمور في سبيل سهلة لا عسر فيها ولا توقف، وليس من شك في أن ذلك النظام قد أراح البلاد من تلك الفوضى التي غمرتها أيام الإقطاع فأتعبت حكامها ودفعتهم إلى الخصام والحرب، وأتعبت من ورائهم ذلك الشعب المسكين فأشقته وأضنته وكلفته الشطط وأرهقته من أمره عسرا. بمثل هذه الخطوات الحازمة التي قدمنا، وضع أمنمحات حجر الأساس في بناء تلك النهضة الجديدة، فمهد لخلفائه من بعده سبيل السير بها إلى أبعد غايات السمو، وسجلها لتاريخ مصر في صحائف من ذهب. على أن أعمال الرجل لم تقف عند حد ما ذكرنا من إصلاح زراعي وإداري، وإنما الراجح أنها أكثر من ذلك، فقد نظر الرجل إلى واحة الفيوم من وراء قصره وأخذ يفكر في استغلالها، وإلى أيامه يعزو بعض المؤرخين أول تفكير في إصلاح تلك البقعة من الأرض؛ إذ كان هو أول من فكر في إنشاء ذلك الخزان الذي تم على عهد أمنمحات الثالث وسماه المؤرخون في عصر اليونان «بحيرة موريس».»
3
وقد توفي أمنمحات الأول سنة 1961ق.م. (أ) خلفاء أمنمحات الأول: سنوسرت الأول
Senousret
Bilinmeyen sayfa