Arapların Fransa, İsviçre, İtalya ve Akdeniz Adaları'na Yaptığı Seferlerin Tarihi
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Türler
وكان موروند دوق مرسيلية قد فر هاربا من وجه شارل مارتل، وبقي متواريا إلى أن غادر شارل مارتل جنوبي فرنسة عائدا إلى الشمال، فلما ذهب شارل مارتل شمالا ظهر موروند من مخبأه، وجدد علاقاته مع المسلمين، وقاموا بعمل واحد، فبلغ الخبر شارل مارتل، وفي سنة 739 زحف إلى الجنوب ومعه أخوه شيلدربرند واستولى على مرسيلية ومن ذلك الوقت أصبح المسلمون في أربونة لا يجرؤون على عبور نهر الرون.
وليست عندنا معلومات يوثق بها عن كيفية معاملة المسلمين لأهالي مقاطعة بروفانس، ويجوز أن يكون اتفاقهم مع موروند قد جعلهم أقل ضغطا على بلاده مما كانوا في غيرها، ولكن نزلت على بلاد بروفانس و«لانغدوق» مصيبة ثانية، وهي غارات المسلمين البحرية التي كانت سواحل جنوبي فرنسة دائما عرضة لها.
وكان المسلمون في أول الأمر لا يحبون ركوب البحر، ولكن بعد أن فتحوا سورية ومصر وإفريقية اضطروا إلى استعمال الأساطيل البحرية، وبعد وفاة الرسول بخمس عشرة سنة غزا معاوية أمير الشام جزيرة قبرص، وفي سنة 669 غزا العرب جزيرة صقلية، ومن ذلك الوقت لم تبرح سواحل سلطنة القسطنطينية عرضة للغارات البحرية الإسلامية، وكانت طوائف الأساطيل الإسلامية، في بادئ الأمر، جمعا مؤتشبا من الأفاقين ومن النصارى الذين أسلموا، ومن الشذاذ من كل قوم، ولكن المسلمين فيما بعد تعودوا ركوب البحر والغزو فيه طمعا في الغنائم، ومنهم من كان يغزو في البحر جهادا في سبيل الله وابتغاء الأجر والثواب، وصاروا يروون أحاديث عن الرسول معناها الحث على الجهاد في البحر، حتى بلغت بهم الحماسة إلى أن النساء صرن يغزون في البحر، ومنهن «أم حرام» امرأة أحد الصحابة التي ماتت في غزاة بحرية في قبرص، وقيل: إنه لما ذهب الأسطول الإسلامي يغزو القسطنطينية، كان أحد أولاد الخليفة عمر حاضرا، فسأل أمير البحر عن ذنوب الغزاة المجاهدين، فأجابه الأمير بأن آثامهم معلقة في أعناقهم، فأجابه ابن عمر: والذى نفسي بيده، لقد تركوا آثامهم على الشاطئ. وعزوا إلى الرسول أنه قال: إن الجهاد في البحر فيه عشرة أمثال أجر الجهاد في البر.
وكانت الغزوات الإسلامية البحرية، صدر الإسلام، موجها أكثرها إلى مملكة الروم، ولما استولى العرب على مدينة قرطاجنة لم يفكروا في أول الأمر أن يجاهدوا فيما وراء البحر، ولذلك بنو مدينة القيروان على مسافة بعيدة عن الشاطئ، ولما غزا موسى بن نصير الأندلس لم يكن عنده إلا أربع سفن لا غير، كانت تذهب وتجيء لنقل الجنود من إفريقية إلى جبل طارق.
227
وعند ذلك فهم موسى ضرورة بناء الأساطيل وأنشأ دور الصناعة في كثير من مرافئ الأندلس، وكذلك كانت للعرب مرافئ كثيرة ممتدة من جبل طارق إلى طرابلس الغرب، وسنة 736 أنشأ العرب دار صنعة عظيمة في تونس، وكان لهم في الأندلس قائد للبحر اسمه أمير الماء
228
ويظن أن لفظة (أميرال) محرفة عنها، وذكر مؤلفو العرب أن موسى غزا جزيرة سردانية سنة 712، وذكر مؤرخو المسيحيين غزاة للعرب في جزيرة كورسكا
229
وكانت جزائر سردانية وكورسكا وصقلية تابعة لملك القسطنطينية، ففي البداية كان العرب يكتفون بانتقاصها من أطرافها ولكن أخذوا فيما بعد يتوغلون في الداخل.
Bilinmeyen sayfa