Arapların Fransa, İsviçre, İtalya ve Akdeniz Adaları'na Yaptığı Seferlerin Tarihi
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Türler
وعلى بلاد «برغونيا»
126
وقد ذكر أحد مؤرخي العرب هذه الغزوات قائلا: إن الله قد قذف الرعب في قلوب الكفار، فلم يكن واحد منهم يقف في وجه المسلمين إلا لطلب الأمان، ولم يزل المسلمون يتقدمون في البلاد ويؤمنون العباد إلى أن وصلوا إلى وادي «الرون» وهناك ابتعدوا عن السواحل وأوغلوا إلى الداخل.
وقد نقل رينو هذا الكلام عن المقري، ولكن إن كان الكلام الذي نقله هنا هو الوارد في النفح فإن العبارة التي اطلعنا عليها هي هذه نقلا عن ابن حيان: إن موسى اصطلح مع طارق وأظهر الرضا عنه، وأقره على مقدمته، على رسمه، وأمره بالتقدم أمامه في أصحابه، وسار موسى خلفه في جيوشه، فارتقى إلى الثغر الأعلى وافتتح «سرقسطة» وأعمالها وأوغل في البلاد وطارق أمامه لا يمران بموضع إلا فتح عليهما وغنمهما الله تعالى ما فيه، وقد ألقى الله الرعب في قلوب الكفرة فلم يعارضهما أحد إلا بطلب صلح، وموسى يجيء على أثر طارق في ذلك كله ويكمل ابتداءه ويوثق للناس ما عاهدوه عليه، فلما صفا القطر كله وطمأن نفوس من أقام على سلمه، ووطأ لأقدام المسلمين في الحلول به، أقام لتمييز ذلك وقتا، وأمضى المسلمين إلى إفرنجة ففتحوا وغنموا وسلموا وعلوا وأوغلوا وانتهوا، حتى انتهوا إلى وادي «ردونة» فكان أقصى أثر العرب ومنتهى موطئهم من أرض العجم، وقد دوخت بعوث طارق وسراياه بلد إفرنجة فملكت مدينتي «برشلونة» و«أربونة» وصخرة «آبينيون» وحصن «لودون» على «وادي ردونة» فبعدوا عن الساحل الذي منه دخلوا جدا. انتهى.
فهذه العبارة قد تقدم نقلنا إياها في الكلام عن موسى بن نصير وطارق.
رجع إلى كلام رينو. قال: ولا نعلم في الحقيقة الأمكنة التي أشرف عليها العرب ذلك اليوم إلا بأخبار الاجتياح الذي وقع فيها، فإنه في نواحي «فيين»
127
على ضفاف «الرون» أصبحت الكنائس والأدبار كلها دكا، و«ليون» التي يسميها العرب «لودون» رأيت أيضا تخريب أعظم كنائسها، وكذلك شمل العيث «ماسون»
128
و«شالون»
Bilinmeyen sayfa