Arapların Fransa, İsviçre, İtalya ve Akdeniz Adaları'na Yaptığı Seferlerin Tarihi
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Türler
إن ينصركم الله فلا غالب لكم
ولما تدانى الجمعان خيل أن الجبال تلاقى بعضها ببعض، وكانت المعركة من أهول ما يتصوره العقل، وكان السمح يظهر في كل مكان وسيفه ينطف دما وهو يشدد عساكره بقوله وبفعله، وكان كالفحل الهائج لا يرد رأسه شيء أو كالأسد الزائر يحمل على العدو فلا يقف أحد في وجهه، فما هو إلا أن أصابته طعنة خر بها صريعا عن جواده، فلما رآه المسلمون مجدلا
90
فت في أعضادهم ونكصوا على أعقابهم، وتركوا قتلاهم بالعراء ورجعوا إلى الوراء، وكانت هذه الواقعة في شهر مايو من سنة 721 وطاح فيها عدد من فرسان المسلمين المغاوير الذين شهدوا الفتوحات السابقة. ولقد تولى قيادة الجيش - بعد قتل السمح وتقهقر العرب - عبد الرحمن (الغافقي) وعاد به إلى الأندلس.
91
ولما شاع خبر هذه الواقعة دبت الحماسة في قلوب أهالي اللانغدوق والبيرانه وهبوا لخلع طاعة العرب وحميت أنوفهم، إلا أن هؤلاء كانوا لا يزالون متمكنين في أربونة، وكانت قد جاءتهم نجدات من الأندلس فعادوا يشنون الغارات منها على البلاد المجاورة، وآضت جيوشهم تتقدم من كل مكان وتجر بخزائم الطاعة أنوف السكان، وكان الرهبان والقسيسون في ذلك الوقت هم أصحاب الكلمة العليا، وكانت الكنائس والأديار ملأى بالنفائس والذخائر، فلم يكن من العجب أن تتوجه همة العرب قبل كل شيء إلى اجتياح هذه المعابد وصب البلاء على الرهبان، ولم يكن من العجب أن يكون هذا القسم من تاريخنا ملآن بقصص تدمير العرب للأديار والبيع؛ لأن الذين كانوا يكتبون إذ ذاك إنما كانوا من الرهبان والإكليريكيين، فكان معظم كلامهم الحديث عما حل بأديارهم وتقديمها على ديارهم.
فقد جاء في تواريخ الرهبان الذين شهدوا تلك الوقائع أن العرب هدموا دير «جوسل»
92
بقرب «بيزيه»
93
Bilinmeyen sayfa