Arapların Fransa, İsviçre, İtalya ve Akdeniz Adaları'na Yaptığı Seferlerin Tarihi
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Türler
في مواعيد صلاتهم، أما في أربونة وما جاورها من المدن فلم يكن للمسيحيين أساقفة كما في قرطبة، ولا كانت لهم أديار ولم يكن السبب في ذلك كله من المسلمين بل كانت هناك فوضى كنسية كما يستدل عليه من كتاب بعث به القديس بونيفاس إلى البابا زخريا سنة 742 وهذه الفوضى كانت ناشئة عن الانقلابات التي أحدثتها حروب أولاد كلوفيس فيما بينهم، أما في شمالي إسبانية فقد وقعت الفوضى الكنسية لدى وصول المسلمين إلى البلاد، ففي أراغون مثلا، عندما جاء المسلمون واستولوا على هذه المملكة، فر الأسقف إلى جبال البيرانه ولم تعد الأسقفية إلى أراغون إلا بعد ذلك بثلاثمائة سنة، أي عندما أجلي المسلمون عن البلاد، ولا يظهر أنه كان في برشلونة أسقفية لعهد وجود المسلمين فيها، بل يظهر أن أمراء المسلمين تحاشوا قبول الأسقفيات في المدن الواقعة في الثغور، وقد كان المسلمون يتركون للمسيحيين كنائسهم على شريطة أن يكتفوا بالقديم منها، وأن لا يؤسسوا كنائس جديدة، وإن بنوا شيئا جديدا منها فلا يكون إلا مكان القديم، وذهب بعض فقهاء الإسلام إلى أنه لا يجوز تجديد الكنيسة الجديدة إلا بأحجار الكنيسة القديمة، ولم يكن للمسيحيين حق في الطواف في الأسواق بالصلبان والأعلام المسيحية ولم يكن أيضا للمسيحيين أن يعارضوا نصرانيا يريد الدخول في الإسلام، وقد تبين من الأمر المتعلق بنصارى قويمرة في البرتغال أنه كان على كل كنيسة دفع ضريبة لبيت المال، مقدارها خمس وعشرون قطعة فضية، وكان على كل دير دفع خمسين قطعة أما الكنائس العظمى فكانت تدفع مائة قطعة.
وقد تقدم أن المسلمين في مدن الأندلس كانوا يعاملون النصارى بالحسنى، كما أن النصارى كانوا يراعون شعور المسلمين فيختنون أولادهم ولا يأكلون لحم الخنزير، ومع هذا فقد وجدت كتابات للمسيحيين من القرن التاسع تدل على أن مراجل البغضاء كانت تغلي أحيانا بين الفريقين، وأنه كان محظورا على المسيحيين إقامة شعائر دينهم علنا بالاحتفال اللازم، وأن المسلمين كانوا إذا سمعوا قرع النواقيس اشمأزوا ونفروا وربما قذفوا وشتموا، ولكن لا ينكر أن المسيحيين أيضا كانوا إذا سمعوا الأذان تعوذوا بالله ورسموا إشارة الصليب على صدورهم، وقد أقر بذلك القديس أولوج
Euloge
الذي كان من المضطهدين سنة 850.
أما من جهة الخراج فقد تقدم أن السمح (ابن مالك الخولاني) أمير الأندلس كان هو البادئ بتنظيم الجبايات واستخراج الارتفاعات سواء في إسبانية أو في جنوبي فرنسة، وقبل ذلك كانت أمور الجباية فوضى والحبل منتشرا، وقد وزع السمح قسما من الأراضي المأخوذة من المسيحيين على غزاة المسلمين وعلى العائلات الفقيرة، بعد أن كان بعض ذوي السلطة قد استأثروا بها لأنفسهم من دون الفقراء، وقد ضم السمح بقية الأراضي إلى بيت المال، وكان الخراج المفروض على أراضي المسلمين هو عشر المحصول بخلاف المسيحيين فقد كانوا يدفعون الخمس، أي ضعف خراج المسلمين، وكان المسيحيون عدا الخمس يدفعون الجزية، وهي إتاوة شخصية كان يتقاضاها المسلمون من المسيحيين في مقابلة محافظتهم على دمائهم وأموالهم وأمتاعهم بحريتهم الدينية، أما من أسلم من المسيحيين فكان معفي من الجزية، وكان ملوك الأندلس يضربون رسما على البضائع والسلع، فالمسلم كان يؤدي اثنين ونصفا في المئة، والمسيحي كان يؤدي خمسة في المئة، وكانوا يسمونها زكاة وكانت تنفق في إعانة الفقراء وافتكاك الأسرى.
وكان المسلمون يسمون المسيحيين الذين خضعوا لهم ودفعوا الجزية المعاهدين أو أهل الذمة، أي الذين لهم على المسلمين ذمة الحماية والمحافظة، أما المسيحيون الذين لم يكونوا خاضعين للإسلام فكانوا يسمونهم أعلاجا واحدها علج، وكانوا يقولون: عجمي لكل من ليس بعربي، ويسمون مشركا كل من يقول بأن الله ثلاثة أقانيم لأن المسلمين لا يرون في الثلاثة الأقانيم إلا ثلاثة أشخاص.
ويحق للإنسان أن يسأل: بأي لسان كان العرب يكالمون الأمم التي تغلبوا عليها؟ فإن من عادة العرب أن لا يحفلوا بغير لغتهم كما أن المسيحيين لذلك العهد كانوا من الجهل والبربرية بحيث لم يكونوا يفكرون في تعلم العربية، ولم يذكر التاريخ رجلا مسيحيا لأوائل أيام الفتح الإسلامي أتقن العربية غير هارتموت
Hertmote
رئيس دير سانغال الذي كان يعرف العربية واليونانية والعبرية، وكان من رجال أواخر القرن التاسع، ولم يبدأ آباؤنا بتعلم العربية إلا في أيام الحروب الصليبية؛ إذ لم يجدوا غنى عن الاطلاع على لغة قوم استولوا على جانب من بلادهم، فكانوا يذهبون إلى إسبانية حيث كانت العربية واللاتينية تعلمان جنبا إلى جنب ويقرأون العربية على أهلها، وفي سنة 1142 أكمل بطرس رئيس دير كلوني
Cluny
Bilinmeyen sayfa