Arapların Fransa, İsviçre, İtalya ve Akdeniz Adaları'na Yaptığı Seferlerin Tarihi
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Türler
وقد كان بين الأقوام الذين اشتركوا مع العرب في غزو فرنسة من هم من سلالة جرمانية أو صقلبية، وذلك أنه في القرنين الرابع والخامس للمسيح تقدم أسلاف الذين كانوا ساكنين في شمالي البحر الأسود ونهر الدانوب، زاحفين إلى قلب أوربة وإلى جنوبيها، بأسماء مختلفة، كصقالبة وخرواطيين وسربيين ومورافيين وبوهيميين وتديروا بولونية وبوهيمية وسربية ودالماسية، وقسما من بلاد اليونان، وكانوا في أثناء زحفهم يقتتلون مع الأمم السكسونية والأمم الهونية التي منها المجار، وكان الفريقان في حروب دائمة مع شارل مارتل وأولاده وأحفاده؛ لأن ممالك هؤلاء كانت دائما عرضة لغارات هؤلاء البرابرة، ولم تنقطع هذه الحروب المصطلمة إلا بعد أن دخل الجرمانيون والسلاف في النصرانية، وقد كان البرابرة المذكورون يستعملون الأسرى الذين يقعون في أيديهم كالحيوانات بلا فرق، وكان أهالي هولندة يبيعون أسراهم كالعبيد، وانتشرت هذه العادة في فرنسة والبلاد المجاورة لها، ولم تنقطع إلا بعد أن دخل هؤلاء البرابرة في النصرانية
2
وتهذبوا.
ومن المعلوم أن تجارة الرقيق امتدت جدا بعد أن افتتح المسلمون الشام ومصر وإفريقية والأندلس؛ لأن العرب كانوا يعرفون الرق ويحملون عبيدهم على جميع الأشغال اليدوية وعلى الحرث والزرع، أما في الشرع الإسلامي فالرقيق لا يهان أصلا، وكل عبد تظهر كفايته في شغل من الأشغال يقدر أن يرقى إلى ما يرقى إليه الحر بدون فرق وكان التجار يذهبون إلى بلاد الجرمانيين والسلاف وأحيانا إلى نواحي بحر الأدرياتيك والبحر الأسود ويأتون بأصناف الرقيق، ولم يزل أهالي القوقاس يبيعون من أولادهم إلى اليوم، فكانت هذه الشعوب تبيع من أولادها إلى التجار، وكان يأتي منهم قسم إلى فرنسة لا بالبيع والشراء بل بواسطة السبي في الحروب.
ولما كان المسلمون غيرا في قضية الحريم صاروا يخصون هؤلاء العبيد ليمكنهم استخدامهم في داخل الأحاريم بدون خوف فتنة، وهكذا تولدت في فرنسة مهنة جديدة هي مهنة الخصي، وتأسس لذلك معمل كبير في فاردون
Verdun
في بلاد اللورين.
وكان الصبيان الذين ينجون من خطر هذه العملية القاسية يباعون في أسواق الأندلس بأثمان عالية، وكانوا يتهادون الخصيان من الصقالبة كما يتهادون الخيل أو الحلي الثمينة.
وقد روى أحد كتاب العرب أنه في سنة 966 أراد أمراء كتلونية من الإفرنج أن يتزلفوا إلى خليفة قرطبة فقدموا له هدايا من جملتها عشرون خصيا صقلبيا، والعرب يصفون جميع الرقيق الجرماني والصقلبي والسلافي بلفظة صقلبي
Saclabi
Bilinmeyen sayfa