والإباحة ، ولا في التحريم والكراهة ، فقد جاء الطلب بصيغة الأمر كما ورد في الآية من سورة النحل : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )، وفي سورة النساء : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )، واخرى بالأخبار بأن الشيء مكتوب عليكم ، وقد جاء من هذا النوع في سورة البقرة : ( كتب عليكم القصاص في القتلى )، ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية )، و ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) إلى كثير من أمثال ذلك. ومرة يكون الطلب بصيغة الأخبار ، ومن ذلك قوله سبحانه في آية الحج : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )، ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) وقد ورد الطلب بحمل الفعل المطلوب على المطلوب منه كما في الآية ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ) وقد ورد هذا الأسلوب من الطلب متبوعا بما يفيد عدم كونه حتميا كما في آية الرضاع ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) وآخر الآية كما يدل على ان هذا النوع من الطلب ليس إلزاميا ، يدل على ان أقصى مدة الرضاع هي الحولان.
وقد يكون التكليف بصيغة الطلب ، أو بالجملة الخبرية المقرونة بلام الطلب كما جاء في الآية من سورة البقرة : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فقد نصت الآية على المحافظة على الصلاة بصيغة حافظوا التي تدل على الطلب ، وقد يكون طلب الشيء بواسطة وقوعه جزاء للشرط ، كما في الآية من سورة البقرة : ( فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ) ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ، ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) وقد تدل الآية على الطلب لأنها مقرونة بما يرغب العبد بالإتيان بالمطلوب كما في قوله : ( من ذا الذي
Sayfa 30