Dünya Felsefe Tarihi: Karl Jaspers'ın Yazdığı Son Metin
تاريخ الفلسفة بنظرة عالمية: آخر نص كتبه الفيلسوف كارل ياسبرز
Türler
ذلك أن كلية الواحد التاريخي لا تكون أبدا تحت تصرفنا، فنحن نميل بطبعنا إلى تمثلها - بالإحساس المسبق - في صورة عمومية عالمية أو شكل نوعي ونهائي للتاريخية، ولكن الفكرة المحركة لتاريخ الفلسفة تظل هي الكشف عن أقصى درجة من الوحدة في التفكير وفي الصورة. وهذه الوحدة تتجلى في تفتح العقل، والحرص الدائم على التواصل، لا في معرفة تامة منتهية.
ولن نجد الكلية أبدا، لا في العام ولا في حقيقة ندعي أننا قد اكتشفناها في مكان ما من العالم، وأنها هي الحقيقة الوحيدة التي ينبغي أن يهتدي الناس بها، والوحي الخاص الذي ينبغي أن يلتزم به الجميع. (ج)
إن فكرة الفلسفة العالمية المقبلة فكرة لا مفر منها، ولكنها لن تتحقق في مذاهب ماسخة تتظاهر بأنها عالمية، ولا بالرجوع إلى الرواقية القديمة، ولا في لغة براجماتية «نفعية وعملية» أنجلوسكسونية، تسمع اليوم في كل مكان من الكرة الأرضية؛ فالفلسفة العالمية لن تصبح حقيقة إلا بالانفتاح على الكل الذي يتجلى تجليا تاريخيا في انعكاسات النور الأصلي وإشعاعاته المتشابكة المتتالية.
إن الفلسفة العالمية المقبلة ستكون بالضرورة هي المكان الذي يزداد فيه وضوح التاريخية النوعية لكل تفكير فلسفي خاص بقدر اتصاله بتاريخية الوجود الإنساني في مجموعه .
وستكون الفلسفة العالمية هي أورجانون (أداة) العقل، والنسق الكامل لجميع إمكانات الفكر؛ إنها تخلق الانفتاح غير المحدود للفهم، وتمهد الأرض الصالحة لتحقيق التاريخية الخاصة - والمطلقة بغير أن تكون نهائية - لكل إنسان، وتهيئ أنضج صياغة ممكنة للأفكار، وتحرص على أن تكون صورة التاريخ العالمي للفلسفة كلية وتاريخية إلى حد مطلق. (3-2) ينبغي أن يكون تاريخ الفلسفة عيانيا (أو حدسيا) (أ) لا يوجد عيان (أو حدس) إلا بما هو جزئي خاص
لا تتكشف ماهية العمل أو المؤلف حتى يستعاد العالم والموقف الذي أبدع فيه، ويتجدد التفكير في الفكرة التي ألهمته بكل ما تزخر به من معان، وعندئذ تتجلى الفلسفة الخالدة من خلال وضعه التاريخي. (أ)
ينبغي إعادة التفكير في كل ما أنجزه المفكر بمعايشة الموقف الذي وجد نفسه فيه، والظروف والعالم الذي قضى حياته في ظله، ولا غنى عن المعرفة التاريخية بالتفصيلات الدقيقة لكل الموضوعات التي استوحى منها أفكاره، واستمد منها تشبيهاته واستعاراته؛ وذلك للاقتراب من مضمون تلك الأفكار وإدراك معانيها الدالة ودوافعها ومقاصدها. (ب)
ثم ينبغي أن تدرك الفكرة نفسها في نقائها وتكاملها؛ فالتغلغل في النص بغية تفسيره تفسيرا شاملا مستقصيا يقتضي التوقف عند أدق التفصيلات، والعناية بتتبع تطوراته وأخص تفريعاته، ولا تتضح الفكرة إلا من خلال عمق مضمونها الموضوعي. ويتعين على من يعيد التفكير في أفكار مؤلف قديم لتبين دلالتها أن يهتم بالموضوع أو المشكلة المطروحة، وأن يفهمها ويطرحها على نفسه كما لو كانت مشكلته الخاصة؛ وبذلك يستخلص القيم الموضوعية والكامنة في النص المأثور. ولا بد من الفهم النافذ لما يدور حوله النص من الناحية الموضوعية؛ إذ إن الفهم الكامل للنص يشترط أن يطرح القارئ أو الشارح على نفسه المشكلة التي يطرحها النص، أو أن يجعل الموضوع الذي يدور حوله موضوعا خاصا به؛ عندئذ يمكن أن يتوصل الشارح إلى فهم المؤلف أفضل مما فهم به هذا المؤلف نفسه (وذلك على حسب تعبير كانط). (ج)
وأخيرا فإن العيان الفلسفي يتيح إدراك الأبدي فيما هو جزئي ذو صفة تاريخية.
إن الفلسفة الخالدة وكل الأشكال التي تتخذها الأبدية لا يمكن أن تدرك كما هي في ذاتها، بل تدرك من خلال الظواهر التاريخية، فالأبدي لا يوجد أبدا بصورة مطلقة أو نهائية في أي شكل من الأشكال الجزئية، وإنما يوجد في كل مكان وزمان، في كل موجود جزئي، وفي مجموع حركات هذه الموجودات تجاه بعضها، وهو لا يتجلى إلا للعيان الفلسفي الذي ينفذ في اللانهائي، والذي يحقق العلو على نفسه حين يحقق نفسه، لا في ذلك النوع من العيان الذي يكتفي بملامسة الظواهر ولا يتجاوز سطوح الأشياء. (ب) الرؤية العيانية تلجأ للنماذج والصور
Bilinmeyen sayfa