329

Şam Tarihi

تأريخ دمشق

Soruşturmacı

د سهيل زكار

Yayıncı

دار حسان للطباعة والنشر

Baskı

الأولى ١٤٠٣ هـ

Yayın Yılı

١٩٨٣ م

Yayın Yeri

لصاحبها عبد الهادي حرصوني - دمشق

Bölgeler
Suriye
ولما شاع ذكر ظهير الدين أتابك في الأعمال العراقية والدركاه السلطانية بما أعطاه الله من شدة البأس في محاربة الافرنج الأرجاس ومنحه من النصر عليهم والنكاية فيهم والذب عن أهل الشام ومراماته دونهم ومحاماته عنهم واحسان السيرة فيهم بحيث دعي له في محافل الرعايا والتجار وشكر بين الرفق من سفار الأقطار فحسده قوم من مقدمي الدركاه السلطانية الغياثية وراموا القدح فيه والطعن عليه طلبًا لافساد حاله واعتمادًا لعكس أماله وحطًا لرتبته بالحضرة السلطانية وتشعيث الآراء الجميلة الغياثية وظهر الأمر بذاك وانتشر وشاع من كل صوب واشتهر وكتب إليه بذلك من يؤثر صلاحه من الأصدقاء ويشفق عليه فأحدث ذاك له استيحاشًا دعاه إلى التأهب والاستعداد لتوجه ركابه إلى الباب الأمامي المستظهري والباب السلطاني الغياثي بمدينة السلام بغداد للمتولي بهما والخدمة لهما والتقرب بالسعي إليهما وإنهاء حاله إليهما وإزالة ما وقع في النفوس كأنه بالقدوم عليهما. وأشير عليه بترك ذلك وإهماله وحذر منه وبعث على إغفاله فلم يصح إلى هذا المقال ولا أعاد على أحد جواب سؤال بل تأهب للمسير وبالغ في الجد فيه والتشمير وأعد ما يصحبه من أنواع التحف المستحسنة من أواني البلور والمصاغ وأجناس الثياب المصرية والخيول السبق العربية مما يصلح أن يتقرب بمثله إلى تلك المناصب العلية وسار في خواصه وأهل ثقته من غلمانه في يوم الأحد لست بقين من ذي القعدة من السنة
فلما قرب من بغداد وأنهي خبر وصوله تلقاه من خواص الدار العزيزة النبوية المستظهرية والدركاه السلطانية الغياثية ووجوه الدولة وأعيان الرعية من بالغ في إكرامه وتناهى في احترامه وقوبل من ذاك وما زاد في مسرة أوليائه وألفت في أعضاد حساده وأعدائه وأوضح حاله فيما قصد لأجله فما سمع إلا ما عاد ببسط عذره وإحماد فعله وإطراء أمره وتطييب نفسه وإبعاد

1 / 307