Selçuklular Devleti Tarihi
تاريخ دولة آل سلجوق
Türler
فقال لها: "قولي للسلطان إن أجناد أذربيجان من صنائع والدي وأشياعه، وهم صاروا متبوعين وقد كانوا أمس من أتباعه. وأريد أن تكتب منشورا بأنهم في اهتمامي، وأن أمر معايشهم يبرم بإبرامي". فأجاب السلطان سؤالها، وكتب لها مثالها. فسيرت الكتب السلطانية، وأمر بخدمتها الأمراء الأذربيجانية، فتبادرا إلى بابها بتقبيل العتبة وتأميل المرتبة. ووصلوا بالهدايا والتحف والألطاف والطرف. وازدحمت على بابها وفود الملوك، واتسق إلى قصدها سلك الفج المسلوك. فرأت من الدولة شيئا ما رأت، ورعت من الدولة روضا ما رعت. فتبركت بموضع كمال الملك. وسمع الأمير العميد بأن نائبه قد جاءه الجاه، وقبلت يديه الشفاه. فقام وقعد، وأبرق وأرعد. وكتب بصرفه، والغض من طرفه، ومطالبته بفرعه، وعمل الحساب ورفعه. فلم تلتفت الخاتون إلى قوله في كتابه، ولم تكترث بخطابه. وكتبت: "إن هذا النائب عندي مرضي وحقه مرعي. فما لك أن تصرفه؛ بل عليك أن تعرفه. وتعرف له حقه وتنصفه. وهو أن حاققته فليس لك بنائب وإنما هو شريك، وأن أمرنا بالإنكار أن قصد منك أو شيك 1وشيك، وأنت تعلم أيها العميد أن دور الحرم، مبرمة لها معاقد العصم، محكمة لها قواعد العظم.
فما يجوز أن يتولاها في كل قريب غريب. وما يحسن أن يتجدد في كل حين لها مستناب ومستنيب. وهذا عرفناه بك فالأولى أن تبقيه، والأبقى لجاهك أن توليه".
فعرف الأمير العميد أن الأمر خرج عن يده، فجدد للكمال بشغلة منشورا.
وطوى من شره فيه ما كان منشورا، وكتب إلى خاتون"أن الآن قد قوى أملي حيث مكنت نائبي، وعرفت صحبة صاحبي. وإني ما أردت صرفه، وإنما أردت تهذيبه ورمت تجريبه، وقد وفرت عليه ثلث الرسوم، وأشركته معي في أصل الفرع المعلوم"فاستقل الكمال واستمر مريره. وثاب سروه 2وثبت سريره. وبقى كذلك متوليا مستوليا، ومتغلبا مستعليا إلى أن قضى الأمير العميد نحبه، فسولته وزارتها بالأصالة وخصته بالإيالة. ثم تعصبت له عند السلطان، حتى ولته إشراف المملكة، فدانت له الأمم.
وأطاف به الحشم والخدم، وصار السلطان يكتب إليه بخطه، ويطلعه على حالتي رضاه وسخطه. ثم شوش على أرباب المناصب قلب السلطان حتى تغير رأيه في وزيره الخطير ورد ورده إلى التكدير. ونقله من بني جنسه إلى بناء سجنه. ومن مجلس عزه إلى محبس عزله. وسلمه إلى الأمير الحاجب عمر ابن قراتكين ليخرجه ويستخرجه. وليروج ماله ويورجه قال: ونظم أبو طاهر الخاتوني بيتين فارسيين عربتهما وقلت:
كان حمارا وزيرنا ومضى فما يملك السلطان من خلل
لكنما في صدور دولتنا ليس لذاك الحمار من بدل
وكان شمس الملك عثمان بن نظام الملك قد بقي في حبس الوزير سبع سنين، فأفرج عنه ليواقف الوزير على أوزاره، ويقرب خطى الخطير إلى أخطاره. فكان حبس ذلك لهذا فرجا، ودخوله في المحبس له مخرجا. وجمع السلطان أمراء دولته وأربا بديوانه وفاوضهم في وزير يفوض إليه وزارته.
قال أنوشروان: فأجمعوا على أن أكون المتكلم عنهم بالصواب والمبلغ للخطاب.
Sayfa 257