Selçuklular Devleti Tarihi
تاريخ دولة آل سلجوق
Türler
وقدم بغداد وتلقاه الوزير أبو شجاع، ووصل إلى حضرة الخليفة ليلة الأربعاء ثامن ذي الحجة، وخلع عليه، وأحسن إليه. وكان قد علق به السل، فسار لوقته إلى أصفهان وتوفي بها في سنة 477 ه. وكان قد توجه جمال الدولة عفيف إلى أصفهان في إتمام العقد للخليفة على بنت السلطان، فعاد إلى بغداد، فخلع الخليفة على ابن أبي شجاع وسنه يومئذ اثنتا عشرة سنة، ولقبه ربيب الدولة، وأخرجه إلى استقبال عفيف.
واستمر أبو شجاع في وزارته، جريئا في الشجاعة، شجاعا في الجرأة، أهلا لمحمود الذمام، ذاما لأهل الذمة. وألزم أكابرهم بلبس الغيار، وأداء الجزية على وجه الصغار.
حتى أسلم الرئيس أبو غالب بن الأصباغي غيرة من الغيار، ونفضا لما كان على صفحات أحواله بموضع النصرانية من الغبار. وأسلم الرئيسان أبو سعد بن العلا ابن الحسن بن وهب بن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء، وابن أخيه أبو نصر بن صاحب الخبر وكان في رتبته في السماء، وذلك في رابع عشر من صفر 484 ه. وثقلت وطأة الوزير، على الصغير والكبير، وترك المحاباة في الدين، ووافق ذلك وصول كتاب من السلطان في عزله، ووقوع ضجر الخليفة من فعله. فخرج التوقيع بصرفه في تاسع عشر صفر، فانصرف وهو ينشد:
تولاها وليس له عدو وفارقها وليس له صديق
قال: وكانت أيامه أنضر الأيام، وأعوامه أحسن الأعوام. فخرج ثاني يوم عزله يوم الجمعة ماشيا إلى الجامع من داره، في زي شاهد باستبصاره واعتباره. وانثال الناس عليه يصافحونه، فأنكر ذلك عليه وألزم داره، وضيق الخليفة أعذاره. ثم سافر في الموسم إلى الحج وتوفى بالمدينة على ساكنيها السلام، في النصف من شهر جماد الآخر سنة 488 ه، فدفن بالبقيع عند قبر إبراهيم عليه السلام، وكان مولده بكنكور سنة 437 ه.
Sayfa 233