Selçuklular Devleti Tarihi
تاريخ دولة آل سلجوق
Türler
وشفع السلطان في خاصبك فأجابه، وذكر له فعله فاستصابه. فما أمر بمعروف ولا نهى عن نكر، ولا أبدل شكوى بشكر، ولا كشف ظلامة، ولا كف قلامة. لكنه ودع ابن أخيه وعاد، وأغذ إلى خراسان التأويب والإسناد، ورجع السلطان واستصحب خاصبك والوزير الأصم معه إلى بغداد. وأقام تلك الشتوة في رفاعة وفراغ، وصباح صباح ومساء مساغ، وكان مع سنجر كبراء أمرائه، مثل المؤيد يرنقش هريوه، والفلك على البحتري، وسنقر العزيزي، وغيرهم من عظماء عسكره، وخواص معشره.
ذكر حوادث في تلك السنين
قال-رحمه الله-: وفي السادس من شهر ربيع الأول سنة 543 ه نزل ملك الألمان بجمع عظيم من الإفرنج على دمشق وحاصرها، وأشرف المسلمون فيها على اليأس، ثم منعها الله تعالى، ورحلوا عنها بعد أربعة أيام خائبين هائبين، خاسئين خاسرين. وفي أوائل جماد الأول من سنة 544 ه، توفي الأمير غازي بن زنكي صاحب الموصل، وتولى أخوه قطب الدين مودود، وجمال الدين الجواد وزير على حاله، وزين الدين علي كوجك متولى العسكر ورجاله. وتوفى الحافظ متولي مصر في خامس جماد الأول من هذه السنة. وتولى بعده ولده الظافر. وفي موسم سنة 544 ه، وقعت زعب ومن تابعها من العرب على قافلة الحج عند قفولها من مكة إلى المدينة، فأهلكت الناس، وأحلت بهم البؤس والباس. وعظم مصاب المسلمين في الآفاق، ونجا من الآلاف آحاد بآخر الأرماق. وفي الحادي والعشرين من صفر سنة 544 ه، كسر نور الدين محمود بن زنكي على أنب من الشأم، ابرنس إنطاكية وقتله وحز رأسه. وشد بتلك النصرة للإسلام قواعده وأساسه.
وفي سنة 545 ه، أسر التركمان جوسلين، وسلموه إلى نور الدين، ونزل الملك مسعود بن قلج أرسلان على تل باشر، وهي مع جوسلين، ونزل نور الدين بعد أسر جوسلين على قلعة عزاز وفتحها بالأمان. وفي يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 546 ه، تسلم الأمير حسان المنبجي تل باشر بالأمان. وفي سنة 546 ه، أغار عز الدين علي ابن مالك صاحب قلعة جعبر على أطراف الرقة، ففزعوا إليه وأدركوه وقتلوه، وجلس مكانه في القلعة شهاب الدين مالك ولد عز الدين.
ذكر ما تجدد من الملك ملكشاه ابن محمود ووفاة السلطان مسعود
Sayfa 331