134

Selçuklular Devleti Tarihi

تاريخ دولة آل سلجوق

Türler

فاعتمد بوزابه على قوله، واعتد بطوله. وملأ أيدي الرسل بالأيادي أرسالا، وقال حسنا وحسن مقالا. وأعاد ما كتب بما كبت الأعادي، وذكر: "إني أحببت الداعي ولبيت المنادي، ولم يبق الآن إلا التعاهد على الجد، والتساعد على العهد، وعلامة صدقك في صداقتك أنني خلفت خزانتي ثلاثين وقرا من المال الصامت بهمذان في دار الأثير أبي عيسى، فإن رأيت أن تأخذها فخذها. وإن سمحت بإنفاذها فأنفذها. لتعلم أني مستوثق منك بشفيق مسترفق لشقيق". فعاد جاولي إلى همذان، وتسلم من الأثير أبي عيسى المال. وسير على جماله تلك الأحمال، وندب معها مائة فارس من عسكره إلى أصفهان وكتب إلى الأمير غلبك واليها، أن يضم لحفظها إلى فرسانه الفرسان. فلما وصلت خزانة بوزابه إليه عقد على الود الخنصر، وزكى في الوفاء والوفاق منه العنصر. وتعاقدا على المعاهدة، وتعاهدا على المعاودة. وابن بوزابه يأتي بالملك محمد بن محمود متى أراد، وأن يجعلا همتهما الجمع والاحتشاد. وعاد كل واحد منهما إلى مركزه، واحتمى على السلطان بتعززه. وتأكدت بين جاولي وبين السلطان الوحشة، ودبت إلى أعضاء المملكة بسبب فتور أعضادها الرعشة. واعتلت النقائد، وانحلت المعاقد. ولما تمادى الأمر، تبدى السر ووقع الشر. فأنفذ جاولي الأمير تتار إلى بوزابه بفارس يستنجزه الوعد، ويستنجح منه القصد. وأقام بميانج ومعه جميع أكابر الأمراء، والرسل تترى منهم إلى الأمير تتار، لاستحثاث بوزابه بالاستدعاء.

وأقام جاولي مدة ينتظر، وفي تدبير الملك يفكر. فكان من قضاء الله ما لم يكن في حسابه، ودنا الأجل الذي في كتابه. وكان فخر الدين بن طغايرك لما عرف توجه الأمير تتار إلى فارس لاستنهاض بوزابه، شخص إليه بنفسه من جانب السلطان ليصده عن الورود، ويرده عن الصدود. وتمادى على جاولي المقام له بظاهر ميانج، واجتمعت عليه العساكر العظام، وازدحف اللفيف والتف الزحام. وكان في اثني عشر ألف دارع، وكانت معه عساكر أرانية وأرمنية، فخيم على زنجان، وحتم على عزم همذان.

وكان بيد أيده زمام الزمان، وهو أصم عن حديث الحدثان. وكان قد افتصد لغير مرض عرض، ثم على تصرف عادته بيده فبسط وقبض ونزع في قمس فتألم عرقه وتورم، ودجا أفقه وأظلم. وكان سريان الورم من شريانه، وصعد فيه الدم بعد جريانه، وتجاوز من عرقه إلى حلقه وصدره، وانتقل إلى بطن الثرى من ظهره. وكانت وفاته بزنجان في جماد الأول سنة 541 ه، وفي ذلك يقول زين الدين المظفر بن سيدي الزنجاني من قصيدة:

Sayfa 316