Selçuklular Devleti Tarihi
تاريخ دولة آل سلجوق
Türler
فليس من المروة أن نستعيدها وما فوض إليه الشغل إلا ليستفيدها". قال: فخرجنا نحسب أذيالنا، أنا للخجل، والعميد للجذل، وقد رد إلى العمل. فأخذ بيدي وناولني صرة فيها ستمائة دينار، وقال: "هذا ما جعلته باسمك، وما ضرتني أمانتك، فأجر فيها على رسمك".
قال: ولما جلس مؤيد الدين المرزبان في الوزارة، بدأت الأمور في الاختلال، والعقود في الانحلال. وكان قد قنع من الوزارة باسمها، ومن المرتبة برسمها. وكان يروق الناس ببشر المحيا. ويروقه الأنس بشرب الحميا، لا ينافر إلا الغواني، ولا ينافث إلا الأغاني. وكان وزراء الأمراء قد غلبوا على أمره، وبلغوه إلى قدره. فما له قول مسموع، ولا طول متبوع. ولا هو مشكور ولا مشكو، ولا مخشي ولا مرجو.
وخاصبك بن بلنكري هو الآمر الناهي، وهو داهية من الدواهي. وكان وزيره رئيس الدين أبو تغلب بن حماد السهروردي، العبيق بريا الرياسة، اللبيق برأي السياسة، قد استولى على الأمر واحتوى، وتمكن من ورد الملك وارتوى. وكل أمر لا ينفذه لا ينفذ. وكل حق لا يأخذه لا يؤخذ. وكان كصاحبه مسعودا مصحوبا بالسعادة، ممدودا من المال والجاه بالزيادة.
قال: وكانت قد تأكدت بين الأمير عباس صاحب الري، وبين الأمير بوزابه صاحب فارس صداقة صادقة، ومودة أحوالها الحوالي متناسقة. فطمعا في المملكة، وزعما أن البركة في الحركة. وقال: "إن العرصة خالية، والفرصة بادية. وهذا وقت الارتماء إلى العرة، والامتراء للدرة". فكتب بوزابه إلى السلطان أني واصل إلى خدمة السرير، وخرج من شيراز بالملكين محمد وملكشاه ابني السلطان محمود بن ملكشاه، وخرج عباس من الري بالملك سليمان أخي السلطان مسعود. وكتب أيضا: "أنني واصل إلى جنابك، لملازمة ركابك". فحمل السلطان قولهما على الظاهر، وخاف ما خفي في الباطن من الباطل. وعرف أن أمره معهما غير مستقيم، وأنه إن رحلا إليه فهو مقيم. فكتب إلى جاولي الجاندار يستدعيه، فوجده متجنيا متجبنا بالقبض على الوزير عز الملك من غير مشاورته، وقلة اكتراثهم به وترك مراقبته في مصادرته.
Sayfa 313