Selçuklular Devleti Tarihi
تاريخ دولة آل سلجوق
Türler
قال عماد الدين: وأنا أذكر في صغري هذا الحادث الكبير وحديثه، وتأثيره في القلوب وتأريثه. وكان ذلك بعقب سنوات إسنات 3، وشتوات شتات ومجاعات للجماعات مفرقة، ونوائب نوابي للنوائب محرقة. وهلك الناس جوعا، وخرج من أهل أصفهان من لم ينو إليها رجوعا. وما كفاهم ذلك، حتى نزل عليهم داود، فخربت القرى، وألحقت بالوهاد، وأغلقت أبواب البلد، ووهت أسباب الجلد. وأعيان أهل أصفهان لما أحسوا بالحصار، رغبوا في الإصحار ، وانتقلوا إلى ظاهرها، وسكنوا حتى في مقابرها، وهناك بقرب زندروذ، عند المصلى، قصور عالية مبنية على قبور أكابرها.
وكنا نحن من جملة المنتقلين إلى بعض قصورنا. وقد عنينا بأمورنا. فجاء العسكر المحاصر، في عدد كل عن عده الحاصر. وكان عمي بهاء الدين مع داود في ديوان الاستيفاء، وإليه وزارة خوارزمشاه. ولم يكن مع الراشد وزيره أبو الرضا بن صدقة.
فإن زنكيا احتبسه عنده، ثم استوزره، فنفذ إلى والدي صفي الدين وألزمه بوزارته، فأبى. ثم اتفقت حادثة الراشد، فحمدنا الله على ترك خدمته، والعصمة من واقعته. فإن والدي-رحمه الله-، حلف أن لا يخدم بعد العزيز سلطانا، ولا يتولى ديوانا. فوفى بيمينه مدة عمره، وعاش بعد أخيه نيفا وثلاثين سنة مقبلا على أمره. ودفن الراشد في مدينة جي، وأفردت له تربة في جامعها، وصار إلى اليوم موضع قبره من أشرف مواضعها.
وحينئذ تفرق شمل تلك العساكر، ورحل داود آخذا طريق الري، وسار معه والدي واستصحبني وأخي أبا بكر، وخلانا في المدرسة المحدثة بقاشان وأقمنا بها سنة نتردد إلى المكتب، ونشتغل بالقرآن والكتب الأدبية. ثم عدنا إلى أصفهان، وكلانا لم يبلغ قمره إلى الإبدار، والوالد سار في ليل الأسفار.
قال: وأما أنوشروان الوزير، فإنه ما لبث في الوزارة، وكان معهد الملك به غير مستتب العمارة، لا لنقص فيه، بل لتغير القواعد، وتكدر الموارد. فعزل واعتزل، وما انتقل عن داره حتى تحول إلى جوار ربه وانتقل. وجلس للوزارة عماد الدين أبو البركات الدركزيني. قال عماد الدين-رحمه الله-: وكان نسيبا للقوام الدركزيني من جهة أخواله، وقد حسنت في أيام دولته حوالي أحواله. ورتبه أيام الوزارة المحمودية عارضا للجيش، وبقي مستمرا في منصبه، مستقيما على مذهبه. وهو الذي يقول فيه القاضي الأرجاني:
Sayfa 302