1
من أن وضعه على الهيئة التي هو عليها اليوم كان في عهد مراد الأول لا يخلو من نظر، ولعل العبارة لمؤرخ قديم وصف فيها العلم العثماني الذي رآه فنقلت عنه ولم يفطن إلى أن مراده بها علم عصره والله أعلم.
ولما تنكر الدهر لبني عثمان وأقصاهم عن الملك ومزق شمل مملكتهم بعد الحرب العظمى، ولم يبق للترك غير دويلة قاعدتها أنقرة، أبقوا على هذا العلم ولم يغيروه كما غيروا كل شيء حتى تبرءوا من الإسلام، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
العلم المصري الجديد
لم يكن لمصر علم منذ افتتحها العثمانيون غير العلم العثماني كسائر ولاياتهم
1
وكان أخيرا على شكله المعروف أحمر اللون ذا هلال ونجم أبيضين في وسطه. ولم يغير في حكم الأسرة العلوية على مصر إلى العصر الإسماعيلي فحدث فيه تمييز الشارة الخاصة بالأمير بهلال وثلاثة أنجم، والعلم الخاص به بثلاثة أهلة وثلاثة أنجم، وبقي علم الإمار المصرية على ما كان عليه كعلم الدولة. ولم نقف في شيء من التواريخ ولا روايات الثقات على تغيير في الشارة قبل هذا العصر ولكن أثرا تاريخيا استوقف نظرنا وأثار فينا الظن إلى أن هذا التغيير قد يكون بدئ به في عصر العزيز محمد علي؛ فإن في مجموعة الصور الملحقة بخزانتنا صورة نادرة لعباس حلمي باشا الكبير
2
في إبان صباه قبل توليته على مصر يرى بها على الجهة اليمنى من صدره تمثال هلال وثلاثة أنجم. فإذا ثبت أن هذه الحلية من الشارات أو الأوسمة المصرية لا العثمانية كانت مظنة لما قدمناه، ومن أحرى الأمور بالبحث والنظر إلا أن تكون التحلية بالأنجم الثلاثة وقعت عفوا من غير أن يقصد بها تمييز في الشارة.
وهذا مثال مصغر لهذه الصورة وهو فيها بالحلة القديمة ذات السروال الواسع والجمازة القصيرة المسماة عند العامة «بالصلطة»
Bilinmeyen sayfa