Edebiyat Bilimi Tarihi: Batılılar, Araplar ve Victor Hugo
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Türler
18
من فن المضحكات، وصار إماما في كثير من الفنون الأدبية كفن التراجيديا التاريخية، والدرام، والكوميديا، والأغاني المعبر عنها بالشعر الموسيقي (ليريك)، فكان في أفانين الأدب كما قال الشاعر:
وليس على الله بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد
وألف شكسبير نحوا من 35 رواية ترجمت لجميع اللغات الأوروبية، وترجمها للفرنساوية فرانسوا بن فيكتور هوكو وطبعت في 18 مجلدا. ولم تزل رواياته تمثل على مراسح الفرنساويين، والطليان وغيرهما من الأمم، وتمثل أحيانا في الأستانة، وأزمير، ومصر، والإسكندرية أيضا، وأشهر ما يمثل منها «روميو وچوليت»، وهما فتى وفتاة تحابا حبا شديدا، وقاسيا تباريح الجوى بسبب العداوة التي بين أهل الفتى المحب وبين أهل محبوبته، على مثال ما يقع بين قبائل العرب من العداوات التي تحول بين العاشق والمعشوق، بل على مثال ما يحدث في سوريا وفلسطين بين العائلات والبيوت القديمة من العداوات الجاهلية المانعة لوصال المتحابين ليومنا هذا.
ففي أواخر القرن التاسع عشر للميلاد حدث في طرابلس حادثة هائلة تشابه عشق روميو وچوليت من وجوه، لا سيما في اقتران المحبين سرا بمعرفة فقيه من المشايخ، كما اقترن روميو بچوليت على يد الراهب لورانس، وأفضى الأمر إلى هلاك المحبين في الحادثتين هلاكا تذرف الدموع لقص خبره، وتنفطر القلوب لمشاهدة تمثيله. فالتهويل بالموت في الحادثة الممثلة مما يجعلها من فن المبكيات. وتزيين المجلس بظرف الراهب، أو لطف الفقيه مما يقرب الحادثة الممثلة لفن المضحكات الذي مثلناه فيما سبق برواية تارتوف؛ لأنها أحسن نموذج لهذا الفن، ولكن الفرق عظيم بين تارتوف وبين لورانس؛ لأن تارتوف تمثال مجسم للرياء، والمكر يخدع الناس بحمل السبحة بيده ويصيد قلوب المغفلين بإظهار النسك وكثرة العبادة، وليس فيه شيء من الظرف والمجون، ولا العلم والأدب المتصف بهما أبو زيد السروجي بطل مقامات الحريري. بخلاف الراهب لورانس أو الشيخ ... فاتيما من ذوي الناموس والوجدان. ولم يتداخل كل منهما في الحادثة التي تخصه إلا لإصلاح ذات البين، فيظهر الواحد منهما على المرسح بهيئة الكمال والوقار، وعيون المتفرجين ترمقه بالاستحسان والاعتبار، ومع ذلك فوجوده في الرواية مما يقربها لفن المضحكات.
ومن روايات شكسبير المشهورة أيضا هاملت، وهو اسم ولد لملك من ملوك الدانيمارك في قديم الزمان، وخلاصة الرواية أن أم هاملت اتفقت مع عمه، وهو أخ الملك وكان شابا حسن المنظر فسقى الملك سما وتولى مكانه وتزوج أم هاملت فانتقم هاملت من عمه وقتله. وكان لهاملت معشوقة بديعة الحسن تلاهى عنها بتدبير الحيل في طلب الانتقام فماتت كمدا. وأبلغ ما في الرواية حديث هاملت مع حفار القبور وهم يحفرون قبر معشوقته ويشربون من القرعة ويتنادمون.
فالنكات الفلسفية التي يفوه بها حفار القبور مما يقرب الرواية لفن المضحكات، مع أنها من أبكى المبكيات، وقتل الملك على الوجه المتقدم له أمثال في التاريخ، منها قتل أم خالد بن يزيد لمروان بن الحكم في الدولة الأموية. ولم تزل الممثلة الشهيرة سارة برنار تمثل على المراسح دور هاملت بطل هذه الرواية، وتلبس لباس الرجال كما تمثل دور النسير، وهو ابن نابوليون الأول، وحفيد إمبراطور النمسا في رواية «ليكلون» التي نظمها شاعر العصر أدمون روستان.
ومن روايات شكسبير أيضا «ماقبت»، وهو قائد لجيوش دونقان ملك أيقوسيا من بلاد الإنكليز، قتل سيده وتغلب على ملكه وحكم من سنة 1049 إلى سنة 1057م، فصور الشاعر قصته في تلك الرواية، وخلاصة الكلام فيها: أن ماقبت اجتاز يوما مع رفيق له بمفازة مقفرة، فمرا بثلاث عجائز ساحرات كأنهن جنيات، فقالت إحداهن: السلام عليك يا ماقبت يا أمير غلاميس.
وقالت الثانية: السلام عليك يا ماقبت يا أمير قاودور.
Bilinmeyen sayfa