Edebiyat Bilimi Tarihi: Batılılar, Araplar ve Victor Hugo
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Türler
وحدة العمل.
أي إن الحادثة الممثلة على المرسح يشترط تصور حدوثها في زمن واحد؛ أي في ظرف 24 ساعة مثلا؛ ليكون التمثيل أقرب إلى الحقيقة، وأشبه بالواقع؛ لأن حوادث الأربعة والعشرين ساعة يمكن اختصارها وتمثيلها في ساعتين، فراسين راعى هذا الشرط في رواية أندروماق، وقورنيل خالفه في رواية السيد، ونقل بطل الرواية من سنة إلى أخرى، فالقائلون بهذا الشرط تنقبض نفوسهم من تمثيل الحوادث التي حدثت في أزمان متطاولة، وقصدهم من وحدة المكان اشتراط وقوع الحادثة في مكان واحد؛ لئلا ينتقل ذهن السامع من مكان لآخر، فيبتعد بذلك عن الحقيقة؛ ولذا كانت مراسح القائلين بهذا الشرط ثابتة المناظر من أول اللعب إلى آخره، بحيث إذا رفع الستار عن مكان يبقى المكان بعينه في الفصل الثاني وما بعده من فصول الرواية لمراعاة شرط وحدة المكان، والمراد من الشرط الثالث أن يكون بطل الرواية واحد وعروسها واحدة، ثم السعي وراء عمل واحد، وهو الحب مثلا وينتهي بفناء المحبين، أو أحدهما، أو انتصارهما أو تغلب إرادة العاشق على عشقه كما فعل السيد، وقتل أبا معشوقته أخذا بثأر أبيه، أو بالعكس كما قتل سفير اليونان زوج محبوبته في رواية أندروماق وخان بذلك وطنه، ولم يرع عهد من ائتمنه، كل ذلك مرضاة لمعشوقته.
فمصدر هذه الشروط والقيود وأمثالها هو التعقل في الكلام الأدبي، وتحكيم الذوق السليم في فنونه، ولم يكن الأدباء قبل عصر لويس الرابع عشر يتعقلون في نظمهم ونثرهم، ولا يحكمون الذوق السليم فيها؛ ولذا كانت فنون أدبهم مشحونة بالخرافات والأباطيل، وبما هو خارج عن الطبيعة والاعتدال وخارق للعادة، ومشتمل على المبالغات العجمية وعلى زخرف القول، فلما تعقل الأدباء في كلامهم وجدت الطريقة المدرسية التي قيل لها: «كلاسيك»، والكلمة كما هو معلوم مشتقة من الصف والدرس والمدرسة؛ لأن السالكين هذه الطريقة لا بد لهم من درس آثار الواضعين لقواعدها والارتياض في كلامهم لتحصل لهم ملكة في النظم والنثر، وإمام الطريقة المدرسية وشيخها الأكبر راسين. (7) الطريقة المدرسية عند الإفرنج
فروايات الأدباء والشعراء المتقدم ذكرهم يقال لها روايات مدرسية، كما يقال للكتاب الذي يدرس في المدارس: كتاب مدرسي، ويقصد به الكتاب الأقرب إلى مرتبة الكمال في الفن الذي هو مؤلف فيه، فرتبة الكمال يمكنا تصورها والإحاطة بها في العلوم المدرسية كالنحو والصرف، والبيان، والمعاني، والعروض أو الفقه والحساب.
ولكن في الأدب وفي الروايات التمثيلية ليت شعري ما هي مرتبة الكمال؟ ففي جواب هذا السؤال وقع الاختلاف بين مشايخ الطرق الأدبية من مدرسية ورمانية وحقيقية، أو طبيعية وفي نهايتهم الطريقة الإنسانية، وهي موضوع حديث القوم في يومنا بسبب كتاب نشره الموسيو فيكتور بيرار مستشار نظارة البوستة والتلغراف، وبحث فيه عن الأوديسة التي نظمها أوميروس الشاعر اليوناني، وكان الموسيو بول آدم بحث عن هذه الطريقة الأدبية الجديدة في مقدمة قصته التي عنوانها «أسرار الجمهور» (مستير دوفول)، وبول آدم يحرر اليوم في جريدة الجرنال الباريسية.
فأصحاب الطريقة المدرسية يذهبون إلى أن مرتبة الكمال في الأدب ، هي «أولا» تمام النسبة التي بين أساس الفكر وبين شكل التعبير؛ أي بين المعاني التي يختلقها الشاعر وبين قوالب الألفاظ التي يسكب تلك المعاني فيها، فعلى مذهبهم لا يكفي أن يكون المعنى حسنا بل ينبغي أن يكون الحسن أيضا في كيفية أداء هذا المعنى، فالكلام الجاري على الطريقة المدرسية هو معنى بديع في لفظ حسن،
17
فهذه الموازنة التي بين أساس الفكر وشكل التعبير، هي الخاصة المميزة لمؤلفات العصور المدرسية كعصر لويس الرابع عشر، وعصر أغسطوس، وعصر بيرقلس. والعصر المدرسي لا يوجد عند جميع الأقوام، بل بعض الأمم ليس لهم عصر مدرسي ولا أدب مدرسي مطلقا، ولا يتيسر لهم الوصول إلى مرتبة الكمال في الأدب أبدا؛ لأنهم إذا تمكنوا من الإتيان بالمعاني البديعة، فلا يتمكنون من أداء هذه المعاني بالألفاظ الحسنة، ولا يقدرون على الترجمة عن أفكارهم حق الترجمة لأحد السببين:
إما أن اللسان الذي يتكلمون به لم يزل على خشونته، ولم يكتسب بعد الشكل البديع.
وإما أن تكون أساليب الفن ولوازم الصناعة الأدبية لم تعرف بعد عند المتكلمين به.
Bilinmeyen sayfa