242

============================================================

ذكر داود عليه السلام الأمر أجمع. قال وقد روى ههنا بعض الناس في عشق داود للمرأة ومراودته إياها وحيلته في قتل أوريا أمورا لا يحسن ذكرها فكيف بالأنبياء ولست أحب ذكرها لأني لا أرضاها ولا أعتقدها في نبي من آنبياء الله تعالى، فإن قيل أليس ما ذكرتموه حيلة كانت منه في قتل أوريا أفتجوزون ذلك، قلنا: أما ما روينا فقد ذكره أهل الأخبار المفسرون أيضا لذلك كتبناه وعندي أن أوريا استشهد من غير حيلة وكتاب كان من داود وكان ذنب داود أنه لما بلغه خبر قتل أوريا لم يحزن كما ينبغي من مثله في مثل قتل أوريا ولعله ظن أنه استشهد فصار إلى الجنة وأني أتزوج امرأته بعد انقضاء عدتها فلا لوم علي في ذلك ولا إثم، فهذا القدر نجوزه من داود وآن ذلك من ذنب القلب برضاه بقتل أوريا ليتمكن من تزوج امرأته حلالا بعده. رجعنا إلى القصة ثم إن داود أمسك على المرآة حتى انقضت عدتها فخاطبها فتزوجها ومضى على ذلك زمانا لا يرى داود أنه أذنب ذنبا فأراد الله تعالى أن يبصره خطيئته ويهديه إلى نبوته فبعث الله تعالى إليه الخصمين فأتياه كما قال الله تعالى: وهل أتلك نبؤا الخصم إذ تسوروا المخراب أص: الآية 21] يعني صومعة داود؛ وقد اختلف الرواة ههنا فقال قوم: إن داود كان في صومعته يوم خلوته للعبادة وكان يحرسونه كما ذكرنا الحرس الكثير وكان على بابه من الحجاب عدة لأن لا يدخل عليه أحد إلا أن يمر بهم ومع ذلك كان قد وكل على الباب رجلا لا يدع أحدا يدخل عليه ذلك اليوم قال: فبينما هو في صلاته أو في قراءته إذ نظر إلى رجلين واقفين بين يديه ففزع منهم وقال: كيف دخل هؤلاء بغير إذني ولا بعلمي وأخشى أن يكونوا دخلوا علي لمكروه، فقال له واحذ منهما: لا تخف خضمان (ص: الآية 22] أي نحن خصمان أو يقول منا خصمان بغى بعضنا على بعضر} [ص: الآية 22] فأتيناك لتحكم بيننا بالحق [ص: الآية 22] والعدل ولا تشطط} [ص: الآية 22) ولا تجاوز الحق واهدنا [ص: الآية 22] في أمرنا إلك سوله الصرط) [ص: الآية 22] وهو العدل فقال داود ما خصومتكما قال المدعي إن هلذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة وحدة فقال اكفلنيها (ص: الآية 23] أي اجعلني كافلها لأحفظها لك فلما أن استرددتها منه منعني وعزن} [ص: الآية 23] أي وغلبني فى الخطاب} [ص: الآية 23] والخصومة قال داود لقد ظلمك بسوال تعجنك إلى نعاجة [ص: الآية 24] إذ لم يكن لك إلا واحدة وكانت له نعاج كثيرة ثم لم يردها عليك ومنعها إياك وان كثيرا من الفلطاء تيبغى بعضهم على بعض إلا الزين مامثوا وعملوا الصللحت وقيل تا هم) اص: الآية 24] من أهل العدل والإنصاف قال بعض الناس إن الخصوم كانوا ملائكة بعثهم الله تعالى اليه لينبثوه على ذنبه بما يضربون له من المثل وكان قولهم من أمر النعاج مثلا لأمر النساء فإنه كان لداود تسع وتسعون امرأة فإن قيل كانوا ملائكة فيكذب المدعي في قول

Sayfa 242