Peygamberler Tarihi

Hatib-i Bağdadi d. 463 AH
193

============================================================

ذكر موسى عليه السلام منظم جسدها قالوا العن جثت بالحق [البقرة: الآية 71] بتمام الصفة قال ابن عباس لو أخذوا أول ما أمروا بقرة من عرض البقر فذيحوها [البقرة: الآية 71] لأجزتهم ولكنهم شذدوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فلما وقفوا على وصف البقرة طلبوها فلم يجدوها على تلك الصفة إلا واحدة عند فتى من بني إسرائيل قال بعض الرواة كان ذلك الفتى بارا بوالديه عابذا يصلي ثلث الليل وينام ثلثه، ويجلس ثلثه يغمز رجل أمه فلما أصبح خرج إلى البرية يحتطب عالى ظهره فيبيعه فيتصدق ببعض ثمنه وينفق بعضه على آمه وعلى نفسه فمكث كذلك ما شاء الله تعالى، فقالت له أمه ذات يوم: يا بني إن لي بقرة ورثتها من أبي وأمي وإني أرسلتها في البرية ترعى واستحفظتها الله تعالى فاذهب فاطلبها، فوضعت له وصفها وقالت له: إذا وجدتها فلا تركبها ولا تحدث في آمرها شيئا حتى تأتيني بها.

فخرج الفتى فلما رآها قال: أسألك أيتها البقرة بإلكه إبراهيم وإسماعيل وإسحلق ويعقوب أن تتبعيني فتبعته، وكلمته البقرة وقالت له: يا فتى لو سألت الله تعالى أن يسير معك الجبال لأجابك لبرك بأمك، فلما سار الفتى ومعه البقرة عرض له إبليس فقال له: ما لك لا تركبها لكي لا تعيا في الطريق؟ فأبى الفتى وقال: ما أعصي أمي، فقال له: ما لك لا تبيعها بما شئت؟ فقال: لا، فإن أمي أمرتني أن آتيها بها، وفي بعض الروايات أنه ركبها بأمره فنفرت البقرة وطرحته وذهبت، فجاءه ملك وقال له: لم ركبتها ألم تدر أن الذي أمرك بذلك فإنه إبليس فاذهب فإنها في موضع كذا فإذا وجدتها فلا تقبل قول أحد حتى تأتي أمك، ففعل الفتى وجاء بها إلى أمه. فقالت له: يا بني اذهب فبعها، فقال: بكم أبيعها؟ قالت: بستة دنانير على رضى مني، فقيض الله تعالى ملكا فأعطى بها اثني عشر دينارا على أن لا يستأمر أمه فأبى وجاء وأخبر أمه، فقالت له: اذهب فبعها بائني عشر دينارا على رضى، فجاءه الملك وأعطاه أربعة عشر دينارا على أن لا يستأمر أمه، فقال: لو أعطيتني ملء مسكها ذهبا ما بعتها إلا برضاء أمي، فقال له الملك: إنك لا تبيعها إلا بملء مسكها ذهبا لبزك بأمك، وقضى الله تعالى في تلك الأيام قتل عاميل وطلب بني إسرائيل البقرة. وقال بعض الرواة: لا بل كان الفتى بارا بأبيه وكان تاجرا فجاءه رجل بحقة فيها لؤلؤ يبيعه فساومه بها على سبعين ألفا فقال الفتى : اصبر ساعة فإن مفتاح بيتي وصندوقي تحت رأس أبي وهو نائم ولا أحب أن أوقظه، فقال الرجل هي لك ستين ألفا فأيقظ أباك، فقال: لا أوقظه بل اصبر آنت حتى يستيقظ وأنا أعطيك بها ثمانين ألفا، فجعل الفتى يزيد له على أن لا يوقظ أباه حتى بلغ مائة ألفي وجعل الرجل ينقص له الثمن على أن يوقظ أباه إلى أن يبلغ ثلاثين فلم يوقظ الفتى أباه، وذهب الرجل باللؤلؤ فعوض الله الفتى بأن وجد البقرة الموصوفة لبني إسرائيل عنده فطلبوها منه وساموها منه فجعل يزيد عليهم في الثمن فجاؤوا موسى فأخبروه فدعا الفتى وقال له: بعهم بقرتك

Sayfa 193