============================================================
ذكر موسى عليه السلام من آداب الملوك أن لا يحضروا مع النعال فأمر بالأدب فخلعها فقال الله تعالى له: { إنى أضطفيتك على الناس برساكتى وكليى فخذ ما ماتيتك} [الأعراف: الآية 144](1)، فقال: سمغا وطاعة يا رب فما الذي توحي به فقال: إنبي أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأفو الصلوة لزكرى [طل: الآية 14](2)، أي لتذكرني فيها واعلم إن الشاعة} [طله : الآية 15] آتية لا محالة إلا أني لا أظهر وقتها بل أخفيها [ططه: الآية 15] وإنما أقيمها لتجزى كل نفيي بما تسعن} [طله : الآية 15] في الدنيا من خير وشر فلا يصدنك} [طله : الآية 16] عن الإقرار بها من لا يؤمن بها} [طله: الآية 16) من الكفار وأتبع هونه [طله: الآية 16] مثل فرعون وقومه قتردى} [ططه: الآية 16] أي فتهلك في عذاب الله تعالى، ثم قال له: وما تلك بيمينك يكموسن [طله: الآية 17] وكان عز وجل أعلم ولكن سأله لينبسط موسى في الكلام ويقال: ليقول إنها عضا ثم يحولها ثعبان فيكون أعجب له قال موسى هى عصاى} [طه: الآية 18]، قال: وما تصنع بها؟ قال: أتوكوا عليها} ([طله: الآية 18] في السير وطول القيام والإعياء وأمش بها} [طه: الآية 18] ورق الشجر إذا طالت ولم تصل يدي إليها لطولها ولى فيها مثارب أخرى} [طله: الآية 18]، وكانت مآربه أنها كانت لها شعبتان وتحتهما محجن فكان يحبط بها ورق الشجر إذا طالت الشجرة حناها بالمحجن وإذا أراد أن يكسر غصنا لوى شعبتها وإذا سار في الطريق وضعها على عاتقه وعلق بها متاعه وقوسه وكنانته ومدرعته وإداوته وزاده، وربما ركزها فألقى كساءه فاستظل بظلها وإذا ورد ماء يقصر عنه رشاة وصل الرشاة بالمحجن ويقاتل السباع بها عن غنمه وقال أبو سعيد الفريابي (4) كانت تذب عنه الذئاب إذا نام وتحدثه إذا خلا فتؤنسه وتصير حظيرة لغنمه بالليل وحبلا لإداوته إذا لم يجد عند البثر حبلا ودلوا إلا أنه أجمل الكل بقوله ولى فيها مثارب أخرى} [طله: الآية 18] فلما قال ذلك قال له الله: ألقها يكثوسى فألقها) [طله: الآيتان 19، 20) إلى الأرض ثم نظر إليها فإذا هى حية تتعن} [طن : الآية 20] كأعظم ثعبان رآه الناظرون مثل البختي العظيم آسود يدب على قوائم قصار شداد قد جعلت الشعبتان فاها سعته اثنا عشر ذراعا إذا فتحته وقال بعضهم: ثمانين ذراعا في (1) وجاء في الأصل (وأنا اخترتك برسالتي ومناجاتي فاسمع لما يوحى)، والصواب إنى أصطفيتك على الناس يرستلكق ويكليى فنذ ما اتسيتك}: (2) وجاء في الأصل (إني) والصواب ما ثبتناه.
(3) الفريابي: جاء في الأصل (الفاربي) والصواب ما ثبتناه. وفرياب: ويقال فارياب: مدينة بالترك.
بكسر الفاء وسكون المثناة تحت، وكسر الراء وفتح المثناة تحت وبعد الألف موحدة، الذهبي: أبر عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز (748 ها - المشتبه في الرجال أسماؤهم وأنسابهم تحقيق علي محمد البجاوي - دار إحياء الكتب العربية - الطبعة الأولى، سنة 1962 م 507/1،
Sayfa 170