============================================================
ذكر يوسف عليه الشلام أخي يوسف حيا لأجلسني معه، فقال لهم يوسف: لقد بقي أخوكم هذا وحيدا فريذا، ثم أجلسه يوسف معه على ماثدته فجعل يؤاكله فلما كان الليل آمر لهم يوسف بمثل ذلك وقال لهم: ليبت كل اثنين منكم على فراش واحد، فلما بقي بنيامين وحده قال يوسف هذا ينام معي على فراشي، فبات معه فجعل يوسف يضمه إليه ويشم ريحه حتى أصبح فجعل روبيل يقول: ما رأينا مثل هذا فلما أصبح قال لهم: إني لأرى هذا الرجل الذي جيتم به ليس له آخ يؤنسه فإن تشاؤوا أضمه إلي ليكون منزله معي ثم إن يوسف أنزلهم منزلا وأجرى عليهم الطعام والشراب وأنزل أخاه لأمه معه، فذلك قوله تعالى: 0اوم إليه أخاه (يوسف: الآية 69] فلما حل به قال له: ما اسمك؟ قال : بنيامين قال له: وما بنيامين؟ قال المثكل، وذلك أنه لما ولد فقد أمه قال: وما اسم أمك قال: راحيل بنت ليان بن ناجودا قال: فهل لك من ولد؟ قال: نعم، قال: كم؟ قال: عشرة بنين قال فما أسماؤهم؟ قال: لقد اشتققت أسماؤهم من اسم آخ لي من أمي هلك اسمه يوسف، فقال يوسف: لقد اضطرك ذلك إلى حزن شديد فما أسماؤهم قال: بالعا وأخير وأشكل وأحيا وخير ونعمان وورد ورأس وحيثم وعيتم، قال فما هذه الأسماء؟ قال أما بالعا فإنه أخي ابتلعته الأرض، وأما أخير فإنه كان بكر أمي وأبي، وأما أشكل فإنه كان أخي لأبي وأمي ومني، وأما أحيا فلكونه كان حييا، وأما خير فإنه كان خيرا حيث كان، وأما نعمان فإنه كان ناعما بين أبويه، وأما ورد فإنه كان بمنزلة الورد في الحسن، وأما رأس فإنه كان متي بمنزلة الرأس من الجسد، وأما حيثم فأعلمني أبي أنه حي، وأما عيتم فلو رأيت غرته لقرت عيني وتم سروري، فقال له يوسف: أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك ذلك الهالك فقال بنيامين: أيها الملك ومن يجد أخا مثلك ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل قال: فبكى يوسف عليه السلام وقام إليه وعانقه، وقال إني أنا أخوك فلا تبتيش بما كانوا يعملو [يوسف: الآية 19] ولا تعلمهم بشيء من هذا، ثم إن يوسف أوفى لإخوته الكيل وحمل لبنيامين بعيرا باسمه قال كعب: لما قال له إني أنا أخوك، قال بنيامين: فإني لا أفارقك، قال يوسف: إني قد علمت باغتمام الوالد فإن حبستك زاد غمه ولا يمكنني حبسك إلا بعد اشتهارك بأمر فظيع فقال: لا أبالي، افعل ما تريد فقال يوسف إني أدس صاعي هذا في رحلك ثم أنادي عليكم بالسرقة ليتهيأ لي ردك بعد تسريحك، قال: افعل فذلك قوله تعالى: فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية فى رخل آخيه} (يوسف: الآية 70] وكانت مشربة يشرب فيها الملك وكانت كأسا من ذهب مكللا مرصعا بالجواهر جعلها يوسف مكيالا يكال بها ثم إنهم ارتحلوا وأمهلهم يوسف حتى ظعنوا، ثم إن يوسف أمر بهم فأدركوا وحبسوا عن المسير ثم أذن مؤذن أيشها العير إنكم لسكرفون) (يوسف: الآية 70) فوقفوا فلما قرب منهم الرسول قال لهم: ألم نحسن منزلتكم ونكرم ضيافتكم ونوف
Sayfa 129