On Dokuzuncu Yüzyıl ve Yirminci Yüzyılın İlk Çeyreğinde Arap Edebiyatı Tarihi
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Yayıncı
دار المشرق
Baskı Numarası
الثالثة
Yayın Yeri
بيروت
Türler
(علي الدرويش) هو السيد علي أفندي الدرويش بن حسن بن إبراهيم المصري الشاعر المفلق أصاب في أواسط القرن التاسع عشر شهرة كبيرة في القطر المصري وتقرب من أصحاب الأمر ومن أدباء وطنه فمدحهم وكاتبهم. ولما توفي سنة ١٢٧٠ (١٨٥٣م) جمع ديوانه وأقواله النثرية تلميذه مصطفى سلامة النجاري فطبعه على الحجر في مصر في ٤٨٢ صفحة وعنونه بالأشعار في حميد الأشعار (١٢٧٠) . وهانحن نورد منه بعض أمثلة بيانًا لفضل قائله. قال مؤرخًا فصر صديقه عرفي أفندي:
وقصرٍ كالسماء به نجومٌ ... مطالعُها السعادة والبدورُ
على أقطاره تبكي عيونٌ ... إذا ابتسمت لوارده زهورُ
فليس وافد وافاهُ نهرُ ... وقد نفذت لمدحته البُحورُ
وحسبُك روضةٌ في كل مجدٍ ... وفضل بالبنان لهُ يشيرُ
تقاصَر من سناهُ ذو ثناءً ... وحسن القصر ما فيه قصورُ
يقول العزّ والإسعاد أرخْ ... سعود البيت يا عرفي منيرُ (١٢٥٩هـ) .
وقال شاكرًا:
سُررتُ بالنيل القصد من غير موعدٍ ... ولا شيء أسهى من سرورِ مجددِ
سُررت بنعماه ولكن حزنتُ من ... قصوري بحق الشكر في فضلَ سيدي
لهُ الحمدُ والشكر الذي هو أهلهُ ... وقلُّ لهُ حمدي وشكري ومنشدي
فلو كل عضوٍ فيهِ عدَّة ألسُنِ ... لأعجزني شكر الندى المتعددِ
وهل أنا إلا عبد إحسان عفوكم ... فأضحى لديهِ مدحكم كالتعبُّدِ
تعودتُ لولا لطفكم غير عادتي ... وصعب على الإنسان ما لم يعودِ
وزدتم نعيمي نعمةً أبديةً ... وزدتم مقامي رفعة فوق مقصدي
وكدرتمُ ظن الحسود بنعمة ... وأشهى من الإنعام تكدير حسَّدي
وحمَّلتني ما لا أطيق وجوبهُ ... فينطق حالي عن لساني المعقّدِ
فيا أسعدَ الله السعيدَ لملكهِ ... ودولتهِ والموكب المتجددِ
فقد اشغل الدرويش شكرًا مؤرخًا ... مليك سعيد النجم خير محمدٍ
(شهاب الدين) وقد فاق علي درويش شاعر آخر كان يعاصره وهو الأديب الأريب السيد شهاب الدين محمد ابن إسماعيل ولد في مكة سنة ١٢١٨ (١٨٠٣م) ثم قصد مصر فدرس على مشايخها لا سيما شيخي الأزهر محمد العروسي وحسن العطار فبرع في الكتابة والشعر. ولما أنشأ الشيخ حسن أول جريدة طبعت في الشرق وهي الوقائع المصرية سنة ١٨٢٨ اتخذ كمساعد له في إنشائها شهاب الدين
1 / 84