220

On Dokuzuncu Yüzyıl ve Yirminci Yüzyılın İlk Çeyreğinde Arap Edebiyatı Tarihi

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Yayıncı

دار المشرق

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yeri

بيروت

Türler

سنة ١٣٠٧ (١٨٨٩م) .
واشتهر غير الأزهريين رجال يعدهم المصريون كأركان النهضة العلمية في وطنهم في العشرين الأخيرين من القرن السابق نختصر هنا أخبارهم.
عبد الله باشا فكري
هو أحد نوابغ الناشئة المصرية في القرن الأخير ولد في مكة إذ كان أبوه محمد مرافقًا في الحجاز للجنود المصرية سنة ١٢٥٠ (١٨٣٤) ثم نشأ في مصر وشاب في حضانة المعارف حتى تضلع في كل علم. وقلدته الحكومة المصرية للمناصب الجليلة كنظارة المدارس ووزارة المعارف. وكان سار معها في رفقة الخديوي إسماعيل باشا إلى استنبول سنة ١٨٦١ ثم عهد إليه تهذيب ولي العهد محمد توفيق باشا مع أخويه الحسن والحسين فقام بتلك المهمة أحسن قيام. ولما ولي نظارة المعارف سعى في تنظيم الدروس وصنف للدارسين كتبًا يدرسون فيها ومن خدمه الطيبة أنه لم يزل يحض الحكومة حتى أنشأت المكتبة الخديوية التي تعهد من أغنى الخزائن الكتبية بالمخطوطات والمآثر العربية. ولما حدثت الثورة العرابية سنة ١٨٨٢ ألقي القبض على عبد الله باشا فكري وبقي مدة تحت الاستنطاق إلى أن عرفت برارته وبرئت ساحته وكان الخديوي قد قطع معاشه فكتب إليه من قصيدة:
مليكي ومولاي العزيز وسيدي ... ومن أرتجي آلاءَ معروفهِ العمرا
لئن كان أقوامٌ عليَّ تقوَّلوا ... بأمر فقد جاؤوا بما زوروا نكرا
فما كان لي في الشرْ باعٌ ولا يدٌ ... ولا كنتُ من يبغي مدى عمره الشرا
فعفوا أبا العباس لا زلت قادرًا ... على الأمر أن العفو من فادر أحرى
وحسبي ما قد مر من ضنك أشهرُ ... تجرعتُ فيه الصبر أطعمُهُ مرًا
يعادل منها الشهرُ في الطول حقبةً ... ويعدل منها اليومُ في طوله شهرا
أيجعل في دين المروءة أنَّني ... أكابد في أيامك البؤس والعسرا
فما لبث أن أعاده الخديوي إلى مقامه السابق فقال يشكره من قصيدة طويلة:
ألا أنَّ شكر الصنع حقُّ لمنعمٍ ... فشكرًا لآلاء الخديوي المعظَّمِ
مليكُ له في الجود فضلٌ ومفخرٌ ... على كل منهلٍ من السحب مرهمِ
سأشكرهُ النعماءَ ما عانقت يدي ... يراعي أو استولى على منطقي فمي
فلا زال محروسَ الحمى متمتعًا ... مع الخيرة الأشبال في خير أنعم

1 / 221