170

On Dokuzuncu Yüzyıl ve Yirminci Yüzyılın İlk Çeyreğinde Arap Edebiyatı Tarihi

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Yayıncı

دار المشرق

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yeri

بيروت

Türler

يتقدمون في الحلب أهل نحلتهم في رفع منار تلك اللغة. وبنوا المراش عرفوا في حلب منذ القرن الثامن عشر ومنهم كان بطرس المراش الذي قتل في سبيل دينه سنة ١٨١٨ في حلب بإغراء جراسيموس أسقف الروم الأرثوذكس مع عشرة آخرين من الكاثوليك (أطلب قصيدة المعلم نقولا الترك في رثاثه المشرق ١٠ (١٩٠٧): ٦٦٤) وعرف بعد قليل فتح الله المراش وكأنه له الماء بالعلوم اللغوية والأدبيات أبقي منها آثارًا مخطوطة ثم أراد أن يخوض ميدانًا لم يكن من فرسانه فعثر جواده وكبا زنده. وذلك انه ألف سنة ١٨٤٩ كتابًا في أنبشاق الروح القدس فزعم انه من الأب وحده على خلاف معتقد على الآباء والكنيسة الرومانية فدحض أقواله الطيب الذكر السيد البطريرك بولس مسعد باثبت الحجج في كتاب طبع في رومية سنة ١٨٥٦ فلما أطلع عليه فتح الله المراش أرعوى عن غيه وأذعن المحق الواضح.
وخلفه أبنه فرنسيس فنال شهرة طيبة بذكائه وما عرفه وخلفته الأدبية. ولد في ٢٩ حزيران سنة ١٨٣٦ ثم تلقن العلوم اللسانية وآداب الشعر وأنكب على دراسة الطب أربع سنوات تحت نظارة طبيب إنكليزي كان في الشهباء وأراد أن يتم دروسه في عاصمة الفرنسيس فسافر إليها في خريف سنة ١٨٦٦ وقد وصف سفره إليها في كتاب رحلة باريس الذي طبعه في بيروت سنة ١٨٦٧. ولم يسعده الدهر في غربته فكر راجعًا إلى وطنه وتفرغ للتصنيف لا يكترث لما أصابه من ضعف البصر وانحطاط القوى حتى أفل نجم حياته فمات في مقتبل الكهولة سنة ١٨٧٣. وكان فرنسيس صادق الإيمان كثير التدين وقد ألف كتابًا بناه على مبادئ العلوم الطبيعية والعقلية بيانًا لوجود الخالق وإثباتًا لحقيقة الوحي سماه (شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة) أعرب فيه عن دقة نظر ومعرفة بأحوال الطبيعة والعلوم العصرية. ومن مصنفاته التي تجمع بين الفلسفة والآداب فأودعها الآراء السياسية والاجتماعية على صورة مبتكرة كتاب (غابة الحق) الذي في حلب سنة ١٨٦٥ ثم كرر طبعه في بيروت ومصر ومثله كتاب (مشهد الأحوال) المطبوع في بيروت سنة ١٨٨٣ على أسلوب لطيف ونسق حديث. وفي بيروت طبعت له رواية حسنة دعاها (در الصدف في غرائب الصدف) ومما طبعه قبلها في حلب (١٨٦١) كتاب (المرآة الصفية في المبادئ الطبيعة) لخص فيه علم الطبيعة. ثم (خطبة في تعزية

1 / 171