معانيها بما كتبه في ذلك الفارابي والغزّالي. وجاراهُ في حبّهِ لآثار الشرق أحد اخوتهِ في الرهبانيّة الفرنسيسية الأسباني ريمند لول (R. Lull) (١٢٣٥ - ١٣١٥) وكان من أكبر أنصار اللغات السامية في كليَّة أورَّبة. وأهتمّ رؤَساء الدومنيكان منذ السنة ١٢٥٥ بإنشاء مدرسة منظَّمة يعلمون فيها العبرانية والعربية والسريانيَّة في باريس وبلاد الكتَلان. أما الرهبان الفرنسيسيُّون فلم يكونوا أقلّ غيرةً في تخصيصٍ بعض طلبتهم بدرس العربية. أشتهر بينهم ميشال سكوت (M. scot) الذي انكبَّ في طليطلة على إتقان اللغة العربيّة سنة ١٢١٧ ونقل عددًا وافرًا من تأليفها. واشهرُ منهُ الراهب الإنكليزي روجار باكون (R. Bacon) (١٢١٤ - ١٢٩٢) فريد عصرهِ ونسيج وحدهِ في العلوم الفلسفيّة فإنه سعى ما أمكنه بنشر الدروس الشرقية وعلى الأخصّ العربية.
أمَّا الأحبار الرومانيون فسبقوا كل ملوك أوربَّة في تنشيط درس اللغات الساميَّة التي منها العربيَّة. وممَّا يُذكر فيشكر أنَّ البابا هونوريوس الرابع كان تقدمَّ بفتح مدرسة اللغة العربيَّة في باريس في العشر الأول من القرن الرابع عشر. ولمَّا عُقد في فينة من أعمال فرنسة المجمع المسكونّي سنة ١٣١١ كان أحد قوانين الآباء أن تنشأ للغات مدارس العبرانيَّة والعربيَّة والكلدانيَّة في رومية على نفقة الحبر الأعظم وفي باريس على نفقة ملك فرنسة وفي بولونية وأكسفورد وسَلَمَكَة على حساب الرهبان والأكليروس. وممَّا يدلُّ على أنَّ هذه اللغات كانت تُعلَّم في كليَّة باريس براءةٌ للبابا يوحنَّا الثاني والعشرين تاريخها ١٣٢٥ يحتم فيها على قاصدهِ هناك بأن يراقب تدريس العربيَّة
ولمَّا أكتُشف فنّ الطباعة في أواسط القرن الخامس عشر كان كبير الأحبار يوليوس الثاني أوَّل من سبق إلى طبع كتاب عربيّ (اطلب المشرق ٣ (١٩٠٠): ٨٠) ووليَهُ أغوسطينوس جوستنياني أسقف نابيو من أعمال كورسكا الذي طبع كتاب الزبور في أربعة لغات منها العربيَّة سنة ١٥١٦. وفي النصف الثاني من القرن السادس عشر فتحت الرهبانية اليسوعية مدرسة للعبرانية وللعربية في رومية علَّم فيها الأب حنَّا اليانو الشهير وأنشأ مطبعةً طبع فيها بعض الكتب الدينية كان نقلها إلى العربية منها التعليم المسيحي. وأعمال المجمع التريدنتيني. ثمَّ زاد اهتمام الكرسيّ الرسولي بتعليم العربيَّة والعبرانيَّة والسريانيَّة لمَّا أُنشئت المدرسة المارونية ونقل المرسلون
1 / 12