Tarih Kitabı
كتاب التأريخ
Yayıncı
دار صادر
Yayın Yeri
بيروت
وكان ناحور مكان أبيه فكثرت عبادة الأصنام في زمانه فأمر الله سبحانه الأرض فزلزلت عليهم زلزلة شديدة حتى سقطت تلك الأصنام فلم يكترثوا بذلك أعادوا أصناما مكانها وفي زمانه ظهر السحر والكهانة والطيرة وذبح الناس أولادهم للشياطين وجعلت المكاييل والموازين
وكانت حياة ناحور مائة وثمانيا وأربعين سنة وكانت جبابرة ذلك العصر عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح وكانوا قد انتشروا في البلاد وكانت منازلهم بين أعالي حضرموت إلى أودية نجران فلما عاثوا وعتوا بعث الله تبارك وتعالى هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح فدعاهم إلى عبادة الله تعالى والعمل بطاعته اجتناب المحارم فكذبوه فقطع الله عنهم المطر ثلاث سنين فجهوا وفدا لهم إلى البيت الحرام يستسقي لهم فأقاموا يطوفون بالبيت ويسعون أربعون صباحا
ثم رفعت لهم سحابتان إحداهما بيضاء فيها غيث ورحمة والأخرى سوداء فيها عذاب ونقمة وسمعوا صوتا يناديهم اختاروا أيتهما شئتم فقالوا اخترنا السوداء فمرت وهي على روؤسهم فلما قربت من البلاد قال لهم هود أن هذه السحابة فيها عذاب قد أظلكم فقالوا بل هو عارض ممطرنا فأقبلت ريح سوداء لأتمر بشيء إلا أحرقته فما نجا منهم إلا هود ويقال انه نجا لقمان بن عاد وعاش حتى عمر عمر سبعة نسور
ولما مضت عاد صار في ديارهم بنو ثمود بن جازر بن ثمود بن ارم بن سام ابن نوح وكانت ملوكهم تنزل الحجر فلما عتوا بعث الله إليهم صالح بن تالح بن صادوق بن هود نبيا فأسألوه أن يأتيهم بآية فأخرج الله لهم ناقة من الأرض معها فصيلها فقال لهم صالح أن لهذه الناقة يوما ترد فيه الماء ولكم يوما فاحذروا أن تصدوها عن الماء فكذبوه فقام رجل منهم وقال له قدار فعقرها وضرب عرقوبها بالسيف فارتفع فصيلها على نشز من الأرض ثم رغا فبعث الله عليهم العذاب فما فلت منهم إلا امرأة يقال لها الذريعة وضرب العرب بقدار المثل
Sayfa 22