84

Tarih

التاريخ

Türler

سقوط الدولة الأموية كان ظلم يزيد وقتله للحسين (ع) سببا في زوال ملك آل أبي سفيان، وخروجه إلى بني مروان، وكان مصير بني مروان نفس المصير بظلمهم وتشريدهم لأهل البيت (ع) من بعده. فقد كانت نهاية الوليد بن يزيد قتلا. إذ قام يزيد بن الوليد ثائرا، وناقما على أهل بيته غضبا لله تعالى، وكان معروفا بالفضل والعلم يدين بالعدل والتوحيد، ولكنه توفي بعد أشهر من خلافته، ثم كان سقوط الدولة الأموية إذ تولى إبراهيم بن الوليد، ثم تخلى لمروان بن محمد المعروف (( بمروان الحمار ))، والذي كان على يديه سقوط الدولة الأموية، إذ قتلهم العباسيون وشردوهم ونبشوا قبورهم وطاردوهم في كل مكان..

يقول الشيخ أبو زهرة بعد أن تحدث عن أفعال الأمويين مع أهل البيت (ع) وانتقام العباسيين منهم: (( فإن الله يسلط الطاغين بعضهم على بعض للإعتبار، فأولئك الظالمون من الأمويين اعتدوا وفجروا وفعلوا ما فعلوا بعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتولاهم آخرون بمثل ما فعلوا. وحقت كلمة الله تعالى:{وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون}. وهكذا كانت العبر لمن هو أهل للإعتبار، ولكن القوة رعناء لا تعتبر ولا تستبصر )) (1).

الفصل الثالث

الدولة العباسية ومرحلة أخرى من جهاد أهل البيت (ع)

آلت الدولة الأموية كما سبق بعد مقتل الإمام يحيى بن زيد (ع) إلى الزوال فاجتمع بنو هاشم وتذاكروا أمرهم وما هم فيه من الظلم والإضطهاد واتفقوا جميعا على مبايعة محمد بن عبدالله بن الحسن (( النفس الزكية )).

وكان قد انتهى إليه فضل بني هاشم. وقد قال أبو جعفر المنصور أثناء ذلك الإجتماع: (( والله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أميل أعناقا، ولا أسرع أجابة منهم إلى هذا الفتى )) قالوا: والله صدقت. وبايعوه جميعا.

Sayfa 84