زين العابدين وفي تلك الفترة إلى زمن عمر بن عبد العزيز عاصرهم زين العابدين علي بن الحسين (ع) يطعم الفقراء والمساكين، ويربي النفس الإنسانية على العفة والطهارة (1) أمام مغريات الدنيا وزخارفها اشتهر بين الناس وعرفوا فضله وتعلق به أفراد الأمة الإسلامية، وكان أهل المدينة يأتيهم رزقهم ليلا ولا يعرفون من أين يأتيهم فلما مات علي بن الحسين(ع) انقطع عنهم الرزق فعرفوا ذلك، وعند تغسيله شاهدوا أثر الحمل الذي كان يحمل رزقهم فيه قد طبع على ظهره.
ومن فضله وتعلق الناس به وحبهم له يروى أن هشام بن عبدالملك خرج للحج فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر لشده الإزدحام، فنصب له منبر، وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام إذ أقبل علي بن الحسين فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه.
فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام لا أعرفه..!! محافة أن يرغب فيه أهل الشام. وكان الشاعر (( الفرزدق )) حاضرا. فقال الفرزدق ولكني أعرفه.
قال الشامي من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق قصيدته.
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هذا ابن خير عباد الله كلهم
يكاد يمسكه عرفان راحته
إذا رأته قريش قال قائلها
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم ذوي عدد
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
وليس قولك من هذا بضائره
الى قوله
ما قال لا قط إلا في تشهده
عم البرية بالإحسان فانقشعت
من معشر حبهم دين وبغضهم
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
ركن الحطيم إذا ماجاء يستلم
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
بجده أنبياء الله قد ختمو
العرب تعرف من انكرت والعجم
لولا التشهد كانت لاؤه نعم
عنه الغيابة لاهلق ولا كهم
Sayfa 74