205

وأراد شيخ الإسلام العودة إلى العراق فأخذ معه القاضي جعفر بن عبد السلام ولكن شيخ الإسلام مات في تهامة، وأكمل الرحلة القاضي جعفر إلى العراق ثم عاد إلى اليمن ينشر العلم، ويجاهد بين يدي الإمام أحمد بن سليمان(ع).

ونشط الإمام أحمد بن سليان وأثرى الفكر الإسلامي بمؤلفات عديدة ، وقام بنقل ورواية كتب أهل البيت (ع) وعنه أخذ الأميران الداعيان شمس الدين وبدره (1)، وقام (ع) بنشر دعوته إلى مناطق الجيل والديلم، ولابد أن الذين ذهبوا إلى هناك من خاصة أتباعه وممن أخذ عنه العلم والرواية.

ثم كان دور الإمام عبدالله بن حمزة (ع) الذي أخذ عن الأميرين الداعيين وعن غيرهما، وقام بدروه العظيم في نشر العلم الشريف وتدريسه ومنه تفجرت ينابيع الحكمة فألف المؤلفات العديدة وأضفى ثروة كيبرة لتراثنا الإسلامي، كما اهتم بأمر الدعاة في الجيل والديلم وسائر تلك المناطق.

ونتيجة لهذا العمل العظيم إحتلا مكانا عاليا، وتبوأ مكانة كبيرة في النفوس.

وبالرغم من أن اليمن انفسم بعد موت الإمام عبدالله بن حمزة (ع) إلى عدة طوائف متعددة أمثال دولة آل رسول (2)، وآل طاهر، والجراكسة (3)، والعثمانيين (4)، إلا أن أئمة أهل البيت (ع) بذلوا جهودا كبيرة في إقامة الحق والعدل، ونشروا العلم الشريف في كل مكان، وألفوا المؤلفات العديدة، وتركوا لنا ثروة فكرية في شتى أنواع العلوم والمعارف.

Sayfa 206