202

بث دعاته (ع) في أنحاء اليمن، وكان الأميران الكبيران من أشد الناس دعوة له، وقد جعل لهما (ع) الحل والعقد، فقاما بالدعوة أحسن قيام وتورمت أرجلهما من كثرة المشي في سبيل الدعوة إليه وظلا مناصرين له (ع) وداعيين إلى الحق وإلى طريق مستقيم حتى توفيا (ع) (1).

وانتشرت دعوته (ع) في اليمن، وتصدى له أمراء الدولة الأيوبية الذين جاءوا لاحتلال اليمن، وهم طغتكين بن أيوب الذين ملك اليمن، وساءت سيرته، وأراد أن يحبر أهل اليمن على بيع أراضيهم منه، ويكونون أجراء فقط، فأهلكه الله قبل ذلك.

وكذلك إسماعيل بن طغتكين، وأيوب بن طغتكين، وسنقر، ووردسار (2). وقد أنهكهم الإمام (ع) بالحروب حتى انسحبوا من اليمن سنة 628ه.

وجاهد (ع) المطرفية في مأرب وذمار ونجران وغيرها. وقويت دعوته (ع) فوصلت ينبع، وخيبر، والحجاز، ومكة المكرمة، وخطب له هناك، وأرسل دعوته إلى الجيل والديلم، وانتظمت له الأمور هناك كما هي في اليمن، وأرسل دعوته إلى ملك خوارزم (علاء الدين شاه شاه بواسطة العالم يحيى بن إسماعيل، واستقبله الملك استقبالا حسنا، وكان مع أهل بلاده من أهل العدل والتوحيد، ووردت عليه الكتب من الملك الظافر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين من حلب سنة 601ه (3).

وتزلزلت الخلافة العباسية في بغداد خوفا وهلعا من دعوته لهم (ع)، وعندما وصلت قصيدته البائية بغداد أمر الخليفة العباسي (الناصر بن المستظهر) بإغلاق مدينة بغداد لمدة ثلاثة أيام من الخوف والفزع.

ومن أبيات هذه القصيدة قوله (ع):

فقل لبني العباس هذا زماننا * ومالكموا إلا إلى الحق مهرب

سنجزيكموا بالإثم برا لأننا * بنو أحمد هو النبي المقرب

إلى قوله:

بني عمنا الأوتار عيب ولحنها * وشارب خرطوم المداة أعيب ذرونا نريكم كيف تشتجر القنا * وكيف يثور النقع والنقة أشهب

Sayfa 203