201

Tareekh Nuzool Al-Quran

تاريخ نزول القرآن

Yayıncı

دار الوفاء - المنصورة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Yayın Yeri

مصر

Türler

والقومية الضيقة ودخولا فى رحابة الإسلام وقيمه.
ولما وقع بين أبى ذر الغفارى وبلال بن رباح ﵄ ما جعل لسان أبى ذر يخاطب بلالا بقوله: «يا بن السوداء» غضب لذلك رسول الله ﷺ غضبا شديدا، وقال: «يا أبا ذر طفّ الصاع ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل» «١» وتكون استجابة أبى ذر تكفير لهذه الفلتة أن يضع جبهته على الأرض يقسم ألا يرفعها حتى يطأها بلال.
وكان ﷺ يقول عن عمار بن ياسر- وقد استأذن عليه- «ائذنوا له، مرحبا بالطيب المطيب» «٢».
وأما جليبيب وهو رجل من الموالى ﵁ فكان رسول الله ﷺ يخطب له بنفسه ليزوجه امرأة من الأنصار فلما تأبى أبواها قالت هى: أتريدون أن تردوا على رسول الله ﷺ أمره؟ إن كان رضيه لكم فأنكحوه فرضيا وزوجاها «٣».
وقد افتقده رسول الله ﷺ فى الوقعة التى استشهد فيها بعد فترة قصيرة من زواجه. فعن أبى برزة الأسلمى ﵁ قال: «كان رسول الله ﷺ فى مغزى له فأفاء الله عليه. فقال لأصحابه: «هل تفقدون من أحد؟» قالوا: نعم فلانا وفلانا وفلانا.
ثم قال: «هل تفقدون من أحد؟»، فقالوا: لا. قال: «لكنى أفقد جليبيبا» فطلبوه فوجدوه إلى جنب سيفه قد قتلهم ثم قتلوه، فأتى النبىّ، ﷺ فوقف عليه، ثم قال:
«قتل سبعة ثم قتلوه هذا منى وأنا منه». ثم وضعه على ساعديه، ليس له سرير إلا ساعدا النبى ﷺ قال: فحفر له، ووضع قبره ولم يذكر غسلا. أخرجه مسلم.
وقد أثمرت هذه التربية فى أصحاب النبى ﷺ الذين استجابوا لوحى ربهم، وعلى سبيل المثال فأبو بكر خليفة رسول الله ﷺ يحفظ عن رسول الله ﷺ ما أراده فى أمر أسامة فكان أول عمل له بعد توليه الخلافة، هو إنفاذه بعث أسامة على رأس الجيش الذى أعده رسول الله ﷺ وسار يودعه بنفسه إلى ظاهر المدينة فى مشهد عجيب، أسامة راكب وأبو بكر الخليفة راجل يمشى. فيستحى أسامة أن يركب وهو الفتى وأبو بكر يمشى وهو الخليفة والشيخ: فيقول: يا خليفة رسول الله لتركبنّ أو لأنزلنّ، فيقسم الخليفة، والله لا تنزل. وو الله لا أركب. وما علىّ أن أغبّر قدمىّ فى سبيل الله ساعة.

(١) أخرجه ابن المبارك فى البر والصلة.
(٢) أخرجه الترمذى.
(٣) مسند أحمد عن أنس.

1 / 205