İslam'da Eğitim ve Öğretim
التربية والتعليم في الإسلام
Türler
هي كالرباط والخانقاه إلا أنها أصغر في الغالب، وهي أكثر ما تكون في الصحاري والأمكنة الخالية من السكان، وربما أطلقت على ناحية من نواحي المساجد الكبرى تقام فيها بعض حلق العلم، فقد كان في جامع عمرو بن العاص بمصر عدة زوايا، قال المقريزي: «وبالجامع زوايا يدرس فيها الفقه، منها «زاوية الإمام الشافعي» يقال إنه درس فيها الفقه فعرفت به، ولم يزل يتولى تدريسها أعيان الفقهاء وجلة العلماء، وفيها «الزاوية المجدية» بصدر الجامع فيما بين المحراب الكبير ومحراب الخمس داخل المقصورة الوسطى بجوار المحراب الكبير، رتبها مجد الدين أبو الأشبال الحارث بن مهلب الأزدي، ويعد تدريسها من المناصب الجليلة، ومنها «الزاوية الصاحبية» رتبها الصاحب تاج الدين محمد بن فخر الدين، وجعل لها مدرسين؛ أحدهما مالكي والآخر شافعي، ومنها «الزاوية الكمالية» بالمقصورة المجاورة لباب الجامع الذي يدخل إليه من سوق الغزل ... وغير ذلك من الزوايا الصوفية.»
141
وكانوا يقفون هذه الزوايا - ومثلها التكايا - على الفقراء الصوفية، ويجعلون لها شيخا واحدا أو أكثر من واحد، ويحددون عدد من يباح لهم الإقامة الدائمة فيها، ومن يحق لهم البقاء فيها موقتا مدة من الزمن.
ومما تجدر الإشارة إليه أن المسلمين قد خصصوا بعض الخوانق والربط والزوايا للنساء خاصة، يقمن فيها ويتلقين بعض الدروس في الدين من القرآن والحديث والفقه والأدب من شعر ونثر، ومن أشهر هذه الربط النسوية «رباط البغدادية» الذي بنته السيدة الجليلة تذكار باي ابنة الملك الظاهر بيبرس سنة 684 للشيخة الفاضلة الزاهدة زينب ابنة أبي البركات البغدادية (؟-714)، فأنزلتها به مع النساء الصالحات، وله دائما شيخة تعظ النساء وتذكرهن وتفقههن. قال المقريزي: وآخر من أدركنا فيه الشيخة الصالحة سيدة نساء زمانها أم زينب فاطمة بنت عباس البغدادية (؟-796)، وكانت فقيهة وافرة العلم زاهدة قانعة باليسير عابدة واعظة حريصة على النفع والتذكير ... انتفع بها كثير من نساء دمشق ومصر، وكان لها قبول زائد ووقع في النفوس ... أدركنا هذا الرباط وتودع فيه النساء اللاتي طلقن أو هجرن حتى يزوجن أو يرجعن إلى أزواجهن صيانة لهن لما كان فيه من شدة الضبط وغاية الاحتراس والمواظبة على وظائف العبادات.
البيمارستان: «البيمارستان» - ومخففها «مارستان» كلمة فارسية معناها «المستشفى»، وهي مؤلفة من كلمة «بي» ومعناها: «بدون»، و«مار» ومعناها: «الحياة، أو الحيوية»، و«ستان» ومعناها مكان؛ فمعنى الكلمة كلها «مكان المرضى».
وقال الجوهري في الصحاح: المارستان بيت المرضى، معرب. وقد أطلقت في الأصل على كل مستشفى، ثم خصصت بمستشفى المجاذيب، وأول من عمل البيمارستانات في الإسلام الوليد بن عبد الملك في سنة 88، وجعل فيها الأطباء وأجرى عليهم الجرايات، وعمل دور الضيافة، وأمر بحبس المجذومين والعميان، وكانوا يودعون في هذه البيمارستانات الأدوية والعقاقير والأكحال، ويجعلون فيها الأطباء والكحالين والجراحيين والخدم وكل ما تحتاج إليه المشافي من عدد وآلات، وربما جعلوا في بعضها خزائن الكتب
142
وغرفا وأواوين ومعاهد لتدريس الطب والصيدلة وما إليها، وربما ألحقوا مكان التدريس بجانب البيمارستان ليكون الطلاب في جو هادئ، وإذا ما أراد الأستاذ تدريسهم وإجراء التطبيق العملي نقلهم من المدرسة إلى البيمارستان أو من البيمارستان إلى المدرسة، وممن عمل ذلك الخليفة المستنصر العباسي؛ فإنه جعل في مدرسته المستنصرية العظمى معهدا لتدريس الطب والصيدلة، وإلى جانبه شاد البيمارستان ليطبق الطلاب علومهم النظرية على الحالات المرضية في ذلك المستشفى.
وكذلك فعل الملك المنصور قلاوون الألفي الصالحي؛ فإنه بنى البيمارستان الكبير المنصوري في القاهرة سنة 682، وجعل فيه قبة ومدرسة وبيمارستانا، وإن ذلك كله تم في أسرع مدة وهي أحد عشر شهرا، وكان مقدار ذرعها عشرة آلاف وستمائة ذراع، وكان الشروع في البناء سنة 683، ووقف عليها ما يقارب من ألف ألف درهم في كل سنة لمصاريف البيمارستان والقبة والمدرسة ومكتب الأيتام، وجعل مكانا تفرق فيه الأدوية والأشربة، ومكانا يجلس فيه رئيس الأطباء لإلقاء الدروس في الطب، وقرر في القبة خمسين مقرئا يتناوبون قراءة القرآن ليلا ونهارا، ودرسا للتفسير له مدرس ومعيدان وثلاثون طالبا، ودرس حديث نبوي، وجعل بها خزانة كتب وستة خدام طواشية لا يزالون بها، ومتصدرا لإقراء القرآن، ودروس في الفقه على المذاهب الأربعة، ورتب بمكتب الأيتام معلمين يقرئان الأيتام القرآن
143
Bilinmeyen sayfa