İslam'da Eğitim ve Öğretim
التربية والتعليم في الإسلام
Türler
215
وينبغي أن يحرص على القرب من مجلس الشيخ إذا كان المجلس كثير الطلاب لئلا تفوته بعض الفوائد.
وينبغي عليه إذا حضر وغيره من الطلبة إلى دار الشيخ أو مجلسه وأذن لهم بالدخول أن يدخلوا مقدمين أسنهم وأفضلهم، فإذا دخلوا سلموا، ويجلس الواحد منهم حيث ينتهي به المجلس ولا يتخطى الرقاب، فإن استدناه الشيخ تقدم، وإن أكرمه بمخدة أو غيرها فلا يردها، ولا يقم أحد من مكانه، ولا يجلس وسط الحلقة ولا في صدر المجلس، ولا بين اثنين، ويجلس على ركبتيه ويبالغ في تعظيم أستاذه ويكنيه ولا يسميه، ويقوم له ويقبل يده.
وينبغي أن يكون حسن الاستماع والكتابة، وإذا شرع فيها كتب بالحبر دون المداد؛ لأن السواد أصبغ الألوان وأبقاها، ويحضر أدوات الكتابة من ورق ومحبرة وأقلام ومقلمة وسكين. وتكره الكتابة على ما ليس طاهرا نظيفا، وتجوز على الجلد والخزف والألواح. ويحسن خطه، ويتقن كتابته.
هذه هي آداب الطالب. أما آداب المستملي فنوجزها بما يلي: ينبغي أن يكون فصيحا جهوري الصوت واضح البيان حسن العبارة، يستطيع أن يبلغ كلام الشيخ إلى البعيد عنه بأمانة وفصاحة وصوت مسموع، كما ينبغي أن لا يكون بليدا مغفلا، كما يحكى عن بعض المستملين، ومنهم مستملي يزيد بن هارون؛ فإنه قال يوما: «حدثنا به عدة.» فصاح المستملي: «يا أبا خالد، عدة ابن من؟» فقال يزيد: «عدة ابن فقدتك.» وينبغي أن لا يكون ثقيل الظل، ولا متحذلقا، ولا ثرثارا، وأن يقعد على مكان عال مرتفع، فإن لم يجده وقف ...
وقد كره بعض القدماء هذه الوظيفة وربما هاجموا صاحبها، وكان شعبة يقول: لا يستملى إلا سفلة أو نذل. وقال ابن عيينة: إن لكل قوم غوغاء، وغوغاء المحدثين المسمعون.
216
ومما اشترطوه أيضا في المستملي أن يكون ممن عرف الحديث وأنس به، وإذا كثر الزحام كثر المستملون. ولما حدث أبو مسلم الكجي في رحبة غسان كان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه، وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر.
217
وأول واجبات المستملي أن يستنصت الناس، وأن يقرأ سورة من القرآن، ثم يقول للشيخ «من حدثك رحمك الله؟» أو «من ذكرت رحمك الله أو رضي الله عنك؟» ثم يبدأ الشيخ بالإملاء. قال يحي بن أكثم: جالست الخلفاء وناظرت العلماء، وتقلدت الوزارة مرتين وأنا في هذا الوقت قاضي القضاة، فما سررت بشيء قط سروري بقول المستملي: «من ذكرت رضي الله عنك؟»
Bilinmeyen sayfa